مقدمة انتهز تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) حالة الفراغ السياسي في ليبيا وصراع الحكومات المتعددة في البلاد وغياب المؤسسات الأمنية والاستخباراتية؛ فأقام في مدينة سرت أكبر ولاية له، خارج العراق والشام. وكرّس سلطته على المدينة فارضــا على أهلها منهجه، حتى صارت مدينة ســرت قبلة تحج إليها عناصر التنظيم المنتشرة في كل الأقطار المجاورة، في ظاهرة هجرة مثّلت خطرا على أمن واستقرار المنطقة. يضاف إلى ذلك فشــل الحكومات المتعاقبة في استيعاب الثوار في المؤسسات الأمنية والعسكرية، وإطلاق برامج تأهيلهم ودمجهم في منظومة الدولة، وسعي البعض إلى استنساخ التجربة المصرية في الحكم الشمولي، واستغلال ملف الإرهاب لتحقيق مآرب خاصة، مدعوما من أطراف إقليمية كان لها أثر سيئ على المنطقة؛ الأمر الذي هيأ المناخ الملائم لتمكن تنظيم الدولة من بسط سيطرته على مدينة سرت. ترجع نواة وجود تنظيم الدولة في مدينة سرت إلى نهايات حرب التحرير وسقوط ؛ حيث أصبحت ســرت محط أنظــار العديد من التنظيمات 2011 نظــام القذافي عام في ســرت ضالتهم في ((( الجهادية، وقد وجد العديد من منتســبي اللجنة الأمنية العليا أحــد هــذه التنظيمات، وهي كتيبة الفاروق، ذات التوجهــات الجهادية، والتي يقودها ، فتلقوا منها الدعم واندمجوا، ((( 2013 أحمد التير وجاءت من مدينة مصراتة مع بداية اللجنة الأمنية العليا المؤقتة شكلها المجلس الوطني الانتقالي لملء الفراغ الأمني الذي خلفه سقوط ((( نظام القذافي في العاصمة طرابلس، وحصر عملها داخل طرابلس الكبرى فقط، وفقا لقرار إنشائها ، وحُلت اللجنة وضمت 2011 سبتمبر/أيلول 17 الصادر بتاريخ 142 وتعديله رقم 2011 لسنة 140 رقم الصادر 2011 ) لسنة 191 إلى وزارة الداخلية بعد ثلاثة أشهر من تاريخ إنشائها، بموجب القرار رقم ( ، وآلت اختصاصاتها إلى وزارة الداخلية، وكان المؤلفعبدالرزاق 2011 ديسمبر/كانون الأول 18 في العرادي نائبا لرئيس هذه اللجنة. بعد قرار حل اللجنة وأيلولة ممتلكاتها ومقارها وأفرادها لوزارة الداخلية قام وزير الداخلية فوزي عبدالعال بتعميم اللجنة الأمنية العليا بنفس المسمى على كامل التراب الليبي، وشمل ذلك اللجنة الأمنية العليا بمدينة سرت. 2 ، الأناضول ، " في سرت الليبية.. سريعا صعد داعش وسريعا إلى زوال " الطرابلسي، سيف الدين، ((( https :// bit . ly / 2Vax13c :) 2021 أغسطس/آب 1 ديسمبر/كانون الأول، (تاريخ الدخول:
9
Made with FlippingBook Online newsletter