..صعود وسقوط تنظيم الدولة في سرت

للثورة، ثم للشرعية، في كثير من المعارك التي خاضتها، وكان بلاؤها واضحا، فإنها في عملية البنيان المرصوص كانت القوة الأهم، والأقوى، والأكثر تقدما في الميدان. كان من أبناء المدينة أمراء الغرف العسكرية، الرئيسية والميدانية، والضباط، وقادة المحاور، وأمراء الكتائب، والســرايا، المشــاركة في الخطوط الأمامية للمعركة. لقد انخرط في هــذه المعركــة معظم فئات المجتمع في المدينة؛ حتى الوزراء منهم لم يتخلفوا، فلقد وزير العمل الأســبق، محمد سوالم، وكذلك وزير الشهداء 2016 استشــهد في صيف والجرحى والمفقودين ونقيب المحاميين الليبيين، عبد الرحمن الكيســة، وذلك خلال الاشتباكات مع تنظيم الدولة في مدينة سرت. وحتى لا يكون الكلام حديثا مرسلا، نلقي نظرة على بعض الأرقام الدالة؛ فقد % من قوات البنيان من كتائب مصراتة. وتعطي أرقام الشهداء والجرحى 80 كانت قرابة شهيدا، وتجاوز 772 الصدارة للمدينة أيضا؛ فقد وصل عدد شهداء البنيان المرصوص .% 90 ) جريح، يمثل أبناء مصراتة منهم قرابة 3000 جرحاها ثلاثة آلاف ( وعلاوة على الأســباب التي أشرنا إليها أعلاه، فهناك أسباب أخرى أطّرت الهبّة المصراتية في معركة البنيان المرصوص؛ فالمدينة هي أقرب المدن الكبيرة إلى مدينة ســرت، وكانت عمليات التنظيم الشــرس قد بدأت تناوش أطراف المدينة ومحيطها القريــب، وهي أهم المراكز البحرية القريبة من ســرت، كما أنها أقرب مركز للقوات الجوية الليبية، التي وقع عليها عبء كبير في الاســتطلاع والإســناد وتنســيق الدعم العسكري الخارجي. وقد عادت المدينة إلى ما يشــبه أيام التحرير، فكانت جنائز الشــهداء تجمعات جماهيرية، وكانت ســرادق العزاء ميدانا للحشد وشحذ الهمم، وبيان ضرورة الحرب ضد التنظيم وطنيا، وشرعيا، وإنسانيا. وقــد تحولت المدينة إلى ورشــة صناعيــة مفتوحة لتطوير أنــواع المصفحات بطرق صناعية محلية، تناســب حجم التحديات التي تواجه الآليات ميدانيا من ألغام، ومفجرات. ألف ساكن، هذه الحرب من أول 450 وقد واكبت مكونات المدينة، التي تضم التي كانت عنوانا للإســناد الشــعبي الإنساني والاجتماعي " جاهد " يوم فأطلقت حملة للحرب، دعمت المجهود الحربي وســاهمت في إغاثة النازحين ووفّرت أجود أنواع الأطعمة للمقاتلين، ورعت ذوي الشهداء.

126

Made with FlippingBook Online newsletter