..صعود وسقوط تنظيم الدولة في سرت

استراتيجيه واضحة في التعامل مع الحكومات الموازية، " الوفاق " لم تبلور حكومة والأطراف المناقضة لها، التي لا تحظى بدعم دولي. كما أنها لم تبلور كذلك رؤية في المناورة مع دول مثل فرنســا وروســيا ومصر والإمارات من أجل كسبها إلى جانبها، أو تحييدها في الصراع مع حفتر، فهذه الدول وبالأخص منها فرنسا وروسيا إنما تريد من يطمئنهما على مصالحهما، ولا يهمهما إذا كان حفتر أم الســراج، بل إنهما ربما يكون دافعهما لدعم السراج أقوى، وذلك من أجل التناغم مع القوى الدولية الأخرى، ولأنه هو الأقوى في الظرف الحالي (وقت هزيمة تنظيم الدولة) إذا أعطاهما رســائل طمأنة على مصالحهما. فوق هذا كله تبقى مسألة التنمية، وتحسين الوضع المعاشي للمواطنين والخدمات " الوفاق " الأساسية مثل الكهرباء والماء من أبرز التحديات التي لم تبلور فيها حكومة البنيان " رؤيــة واضحــة، ولم تقدم فيها خطوات ملموســة. وهذا ما جعل ليبيــا بعد ؛ حيث يسود الانقسام وتتنازع " البنيان المرصوص " تعود إلى مربع ما قبل " المرصوص على إدارة البلاد ثلاثة حكومات؛ حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، تنازعها داخل العاصمة حكومة الإنقاذ برئاســة خليفة الغويل، وهي حكومة ســقطت بالاتفاق السياســي، والحكومة المؤقتة برئاســة عبد الله الثني، وهي حكومة موازية تتخذ من مدينة البيضاء في الشرق الليبي مقرا لها. النتائج الإستراتيجية لعملية البنيان المرصوص للانتصار على تنظيم الدولة كان ضعيفا، " الوفاق " لا شــك أن اســثمار حكومة ولا يرقى إلى مستوى التضحيات ولا الحدث. وما ترتب عليه من نتائج إيجابية مهمة بشكل خاص. وهذا يقود إلى " الوفاق " بالنســبة لليبيا بشكل عام، وبالنســبة لحكومة الســؤال عــن نتائج الانتصار على تنظيم الدولــة. وحتى نخرج من الإبهام إلى البيان، أدت " البنيان المرصوص " ومــن التعميم إلى التخصيص والتفصيل، نقــول إن عملية إلى سبع نتائج كبرى: ، وغيرت ميزان القوى لصالحها، " الوفاق " أولها: أنها رســخت شــرعية حكومة وأكدت أهميةَ الاتفاق السياســي الــذي حصل في الصخيرات. ذلك أن الحرب على تنظيم الدولة كانت مطلبا للجميع، وكانت هي الأساس الذي دفع إلى اتفاق الصخيرات. وهزيمة هذا التنظيم ومطاردة عناصره الفارّة لم تكن من الأمور السهلة، وخصوصا أن

130

Made with FlippingBook Online newsletter