..صعود وسقوط تنظيم الدولة في سرت

أنها أعادت بناء العلاقة بين القوة " البنيان المرصوص " والنتيجــة الرابعة لعمليــة السياســية والقوة العسكرية، بما يجعل هذه الأخيرة في موقع التبعية للأولى والائتمار بأوامرها، وقد تحقق في هذه العملية من خلال اجتماع عدة فصائل عسكرية من مناطق منذ البداية على أن تكون " الوفاق " مختلفة تحت سلطة سياسية واحدة. أصرت حكومة جميع القوى المسلحة المشاركة في العملية؛ خاضعة لها باعتبارها هي القائد الأعلى للجيش الليبي، وفق ما ينص عليه اتفاق الصخيرات، واعتبرت كل من يخالف تعليماتها . ولذلك طورت عملية البنيان المرصوص قدرات عسكرية " منتهكًا للقوانين العسكرية " هامة وأدخلت جيلا جديدا لمسرح العمليات العسكرية ومكنت آلاف العناصر الشابة مــن الانخــراط في المجهود الحربي ضد تنظيم الدولة؛ الأمر الذي أســهم في صقل مهاراتهم الميدانية وخبراتهم القتالية، وهي خبرة من الصعب جدا تحصيلها من خلال التدريبات والمناورات العسكرية التقليدية فضلا عن تدفّق السلاح والذخيرة والمعدات العسكرية التي تراكمت إبان مواجهة داعش؛ فانسياب الخبرة والعتاد والجاهزية المعنوية من البنيان المرصوص إلى بركان الغضب كانت من النتائج الاســتراتيجية اللامنظورة، وانعكست جليا على الطلائع العسكرية لبركان الغضب التي تصدت للتمرد العسكري الذي قاده خليفة حفتر على العاصمة طرابلس، ودعمته دول إقليمية وقوى دولية، في . 2019 إبريل/نيسان سنة والنتيجة الخامســة للعملية أنها أسقطت ســرديات القوى الإقليمية القائمة على الأمن والاســتبداد مقابل الحرية والديمقراطية، ورفعت الغطاء عن التوظيف السياسي لمكافحــة الإرهاب، وضيعت فرصة اســتراتيجية على القوى الإقليمية الداعمة لحفتر لفرض واقع سياســي جديد مســتغلةً تمدد الإرهاب لفتح ثغرات للاختراق العسكري والأمني مما يمهد الطريق للحكم العسكري والشمولي ووصوله إلى سدة الحكم. وأما النتيجة السادســة فكانت على مســتوى الأمن الوطني الليبي حيث أسهمت عمليــة البنيــان المرصوص فــي التصدي لأكبر تهديــد أمني يواجه الدولــة الوليدة، ورســخت قواعد اشتباك تحميها من خلال توازن الردع، ورفعت مكانة ليبيا الإقليمية لتكون شريكا استراتيجيا مع الدول الكبرى لمكافحة الإرهاب، وحماية السلم والأمن الإقليميين والدوليين، وأســهمت في كســر احتكار مكافحة الإرهاب وادعاءات حفتر المتكررة محاربته للإرهاب نيابة عن العالم. وأمــا النتيجة الســابعة على مســتوى الوعي الثوري، فقد أعــادت عملية البنيان

133

Made with FlippingBook Online newsletter