..صعود وسقوط تنظيم الدولة في سرت

لأوراقها. وقد تكون مبررا لما هو أسوأ من ذلك من التدخل العسكري المباشر لقوى أجنبية، وساعتها سيختلط من يرفض المحتل بمن يدعم الإرهاب. وسيتحقق ما تحدثنا عنه من تخادم بين أطراف ثلاثي التدمير؛ الاســتبداد والإرهاب والاحتلال. فلن يعني الدول المتدخلة في ليبيا طريقة حكم من يحكم بقدر ما يعنيها ما يحقق لها من أمان لشعوبها، وراحة بال لسياسييها، عبر القبضة الحديدية على الحدود والمنافذ. لقــد وضعت حــرب عملية البنيان المرصوص حدا لكل هــذه الانهيارات التي كانــت تنتظــر الدولة الليبية والمجتمع الليبي، وصورة ليبيــا في الخارج، واقتصادها. ومن هنا كانت حربا ضرورية لا يمكن إلا أن تخاض غير مؤجلة، وبنفس القوة التي خيضــت بها، وبذات العزيمة التــي امتلكها المقاتلون، وكانت حربا لا خيار فيها غير النصر الحاســم وقد تحقق وســاعد على تحقيقه تضحيات الليبيين، ودعم الشــركاء، وموقف حكومة الوفاق الوطنية التي جاءت عقب الحوار السياسي بين الليبيين، واتفاق الصخيرات السياسي، برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ووقفة مدينة مصراتة وكفاح أبنائها. وبقــدر ما احتاجت عملية البنيان المرصوص إلى شــرعية الدولة لحماية ظهور المقاتلين، ولمنحهم الدعم الدولي، ولإضفاء الاحترام اللازم على ســ حهم الواقف مــع الدولة، فــإن الحكومة القادمة التــي كان يلاحقها التشــكيك، وتعيش حالة من الاستضعاف، وتشتد في وجهها المعارضة، احتاجت إلى هذه الحرب لترسيخ شرعيتها، وقد أعطتها الحرب هذه الشــرعية، ومنحتها احترام الشــركاء والتفاف الليبيين، وطاعة الســ ح الذي بيد كتائب الثوار في الغرب الليبي، وهي أمور كان يصعب أن تحصل مجتمعة وبنفس القوة والســرعة. لقد خدمت الحرب على تنظيم الدولة كل الأطراف التــي خاضتهــا، لأنها كانت حربا من أجل ليبيا، ولم تكن حربا لنيل ســلطة أو مغنم لشخص أو جهة أو قبيلة أو عرق.

137

Made with FlippingBook Online newsletter