..صعود وسقوط تنظيم الدولة في سرت

في ســرت أنفســهم يقتربون من تنظيم داعش، ويلتحفون به لمواجهة الثورة والثوار، خصوصا بعد أن تعرضت أحياء ســرت لقصف الناتو وقتل العديد من الناس بســبب ذلك. ومع التهميش المتزايد باتت الأرضية صالحة لحرث داعش نفسها، وهكذا انضم بعض أبناء المدينة للتنظيم، أو قدموا له الدعم ليس بســبب رباط أيديولوجي، ولكن لتقاطــع المصالــح والبحث عن قوة يواجه بها أبنــاء المدينة، الغاضبون من التهميش والعزل، الواقع السياسي الجديد. والواضح أن داعش، التي هي عنف أعمى ومشــروع بلا أفق، لا تعدو أن تجد من يســتثمرها حيثمــا وجدت، بل ينفخ فيها الروح ويبعثها مــن رماد. وهناك دلائل علــى وجود رابــط بين بعض رجالات القذافي وتنظيم داعش في ليبيا، فســعي بقايا رجالات القذافي لضرب الاستقرار، ونشر الإرهاب والرعب، وتقويض مشروع الثورة من أجل فتح باب لواقع سياســي وميداني جديد، لن يجد أفضل من داعش لتنفيذه. وقد عبر أحمد قذاف الدم منســق العلاقات الليبية المصرية ســابقا، وابن عم معمر ، عن 2015 القذافــي صراحــة في مقابلة له مع قناة مصرية منتصف يناير/كانون الثاني إن الشباب المنضمين إلى تنظيم " دعمه لداعش وإعجابه بمشروعها، وقال قذاف الدم إن " ، مضيفا: " الدولة الإسلامية لم يجدوا بديلا عنه يحطم الحدود بين الدول العربية مشــروع الدولة الإســ مية يضم شبابا أتقياء لم يجدوا مفرا بدينهم سوى الذهاب إلى . ((( " الدولة الإسلامية، وقد استدعوا الماضي هربا من البؤس وحالة الانكسار تطور وجود التنظيم في سرت لم ينشأ تنظيم الدولة الإسلامية في سرت دفعة واحدة، بل كانت نواته موجودة منذ التحرير الأول، وتفيد معلومات بأن كتيبة ثوار سرت كانت أساس تشكل التنظيم في المدينة، وهي كتيبة تشــكلت إبان الثورة، وكانت من ضمن الكتائب التي دخلت ســرت، وتمركزت فيها. وقد تم دمج هذه الكتيبة لاحقا في اللجنة الأمنية العليا في ســرت، وظلت هذه الكتيبة متخفية باعتبارها جزءا من التشــكيلات الثورية، وكانت تتقاضى التعويضات التي تمنحها الدولة للجان الأمنية. بل يشــرف قادتها على تقسيم ، (تاريخ الدخول: 2015 فبراير/شباط 16 ، الجزبرة نت ، " قذاف الدم يشيد بتنظيم الدولة الإسلامية " )) ((( https :// bit . ly / 37SDB0v :) 2020 ديسمبر/كانون الأول 10

72

Made with FlippingBook Online newsletter