..صعود وسقوط تنظيم الدولة في سرت

الفصل الرابع تضعضع الدولة الليبية.. العصرالذهبي للتنظيم

تركة القذافي وأخطاء الثورة وأطماع حفتر رغم أن الثورات -حسب التجربة البشرية- ليست تلك اللقطات البهيجة الأولى لإزاحة أنظمة الديكتاتورية والظلم، التي اندلعت الثورات للقضاء عليها، بل هي مسار طويل من التحول الاجتماعي والسياسي والثقافي؛ فإن الثورة الليبية واجهت فوق ذلك تحديات وعوائق خارج آليات النظام الاجتماعي والسياســي ذاته. وإذا كان دور هذه الآليات كبيرا بحق، فإن أيادي إقليمية لعبت بخبث وجد لوضع عراقيل لا حد لها أمام تحول الثورة إلى الدولة التي بدأت تتخلق من جديد. ومع وجود هوية ليبية واحدة تقريبا، وغياب انقسام فئوي وطائفي في البلاد، فإن الانتمــاءات القبليــة والمناطقية برزت كإحدى عوائق الانتقال الليبي نحو دولة موحدة وحديثة. كما شكل إرث الثورة الميداني، بوجود عشرات المجموعات المسلحة، التي رفض عناصرها وضع الســ ح، وكانت لهــم رؤيتهم الخاصة لتحقيق مطالب الثورة، وميول الكثير منهم للانتقام، وعدم تجاوز فترة ما قبل سقوط نظام القذافي. كل ذلك شكل عبئا إضافيا على الحكومات الانتقالية. تمثلت بعض الإشكالات في الاعتراض على الشرعية السياسية من المجموعات المحلية، والكتائب الثورية بحجة التمثيل. ورغم أن المجلس الوطني الانتقالي أجرى عدة تغييرات لاستيعاب الخريطة السياسية والاجتماعية الجديدة، فإن ذلك لم يُجدِ. اندلعت اشــتباكات بين كتائب متنافســة من 2012 مســتهل يناير/كانون الثاني . وفي النصف الأول من ذات ((( مصراتة وطرابلس، مما أســفر عن ضحايا وإصابات الشهر نشبت مواجهات بين مسلحين في مدينة بني وليد أدت إلى تدخل على مستوى أخبار الأمم ، " ليبيا تواجه تحديات كبيرة خلال الفترة الانتقالية إلا أن السلطات تسعى للنجاح " ((( https :// :) 2020 ديسمبر/كانون الأول 11 ، (تاريخ الدخول: 2012 يناير/كانون الثاني 25 ، المتحدة bit . ly / 3740yi5

75

Made with FlippingBook Online newsletter