AJ 25th Book

الجزيرة تثير إعصاراً سياسياً في قبرص

فجّر الاستقصائي للجزيرة، بمجرد بثه، ضجة قوية، وأجج غضب الشعب القبرصي الذي خرج للتظاهر منادياً باستقالة المسؤولين المتورطين في هذا الأمر. اضطر رئيس البرلمان في قبرص، وكذلك أحد أعضاء البرلمان البارزين، إلى الاستقالة من منصبيهما. ودعت الحكومة لاجتماع وزاري طارئ في اليوم الثاني بعد عرض الفيلم، وأعلنت لاحقاً إلغاء «برنامج الجنسية مقابل الاستثمار». وأعلن النائب العام في قبرص فتح ثلاثة تحقيقات مستقلة للبحث في الأدلة التي أثيرت في فيلم الجزيرة الاستقصائي. شاهد مفوضو الاتحاد الأوروبي الفيلم في ذهول. بعدها بأسبوع باشر البرلمان الأوروبي إجراءاتٍ قانونية ضد قبرص. وصرحت عضو البرلمان الأوروبي صوفي فليد، من داخل المجلس قائلةً: «لماذا تأخر تدخل السلطات كل هذا الوقت؟ لماذا انتظرنا قيام صحفيين شجعان بالكشف عن هذه الفضائح التي زكمت رائحتها الأنوف منذ زمن؟»

زعم الوسيطان أن لديهما علاقات في قبرص يمكن من خلالها توفير جواز سفر لأي مجرم مُدان بموجب «برنامج الجنسية نظير الاستثمار» هناك. ويمكن بمقتضى هذا البرنامج الحصول على جواز مليون يورو. أصرت 2.5 سفر أوروبي قانوني نظير استثمار قيمته الحكومة القبرصية على أنه لم يحصل أي مجرم مُدان على جواز سفر بموجب البرنامج. قام الوسيطان، ومقرهما لندن، بترتيب اجتماعات على مدى أسبوع للممثلْ الوهميين (بيلي) و(آنجي) في قبرص. ثم نظما لهما جولة سياحية بالجزيرة، وعُرضت عليهما أفخم المنازل الفارهة وفرص الاستثمار المربحة إضافةً إلى الطرق المبتكرة لطمس تاريخ أي مجرم مُدان للتحايل على القانون واستخراج جواز سفر أوروبي. نصحنا بعض كبار الساسة ومطوري العقارات والمحامين باتباع أساليب غسل الأموال للتحايل على اللوائح من خلال إنشاء شركات ووضع الأموال المشبوهة فيها باسم زوجة صاحب العلاقة. وتعلمنا قواعد اللعبة: فكلما كانت الإدانة كبيرة، كانت قيمة مليون 14 العمولة أعلى. ولهذا طلب الوسيطان منا عمولة قدرها دولار أمريكي. قيل لنا إن جواز السفر الجديد سيمنح مستثمرنا الوهمي اسما جديداً ويمحو سجله الإجرامي السابق، كما سيمكّنه من السفر والاستثمار بحرية في أي مكان من العالم، بما في ذلك شراء ناد إنجليزي لكرة القدم.

بهذا تبرهن الجزيرة أنها ليست مجرد شبكة إعلامية، بل صرح إعلامي يسعى إلى نقل الحقيقة وإنارة الطريق وتُحدث الفرق.

نُسب للجزيرة الفضلُ في تخليص قبرص من هذا النظام الفاسد، بعد أن فضحَت أمام المواطنين القبارصة ما كانوا لسنوات يشكون فيه من شبهات فساد. وحظي الاستقصائي بتقدير واسع على منصات التواصل الاجتماعي وانتشرت على (تويتر) تعليقات مثل: «حققت وحدة الصحافة الاستقصائية بقناة الجزيرة الإنجليزية في شهور ما عجز عنه الاتحاد الأوروبي في سنوات.»

99

98

Made with FlippingBook Online newsletter