AJ 25th Book

من داخل المعمعة

وفي ظل انتشار فيروس كورونا، بات الخطر محدقاً في كل لحظة مع تغطية أي خبر في أي مكان من العالم. إنها كارثة بما تحمله الكلمة من معنىً: كيف يتسنى لنا تغطية الأخبار لحظة وقوعها دون تعرض زملائنا للخطر في ظروف هي أبعد ما تكون عن الطبيعية؟

من داخل المعمعة مديرة التخطيطفي قناة الجزيرة الإنجليزية | ريبيكا براون عابد

مع تفشي الوباء، أصبح مجرد الخروج من المنزل أو استخدام المواصلات العامة أو حتى الحضور إلى مقر العمل أمراً في غاية الخطورة. وأصبح الصحفيون يقدمون تقاريرهم من المنزل، والمراسلون يعملون داخل فقاعة طبية تتحكم بصورة مسبقة في ماهية من يوجد داخلها، وكذلك طرق تعاملهم بغرض تفادي نقل العدوى. وبدأت الدول في فرض إجراءات الإغلاق. حوصر كثير من زملائنا لشهور طويلة في بعض المناطق، وحرموا من لقاء ذويهم، وفُرض عليهم التزام الحجر داخل سكنهم وشرعوا في نقل الأخبار عبر تطبيقات الإنترنت. بصفتي مديرة التخطيط الإخباري، أقوم بإدارة تحركات الأفراد في الميدان وانتشارهم لتصوير ونقل الأخبار، التي تكون في الغالب في مناطق خطيرة، وتتمثل أكبر مخاوفي في تعرض أحد أفراد الفريق للإصابة أو المرض خلال العمل.

، بدأت أنباء انتشار فيروس يهاجم الجهاز 2020 مع بداية عام التنفسي للإنسان تتصدر عناوين الأخبار. ومنذ ذلك الحين، لم يعد العالم كما كان. بعدها بنحو ثمانية عشر شهراً، أصبحنا جميعاً في قبضة الجائحة، التي ضربت مناحي الحياة كافة. وكان للجزيرة نصيبها من المعاناة، لاسيما عمليات التبادل الإخباري. لقد بات لزاماً علينا تعديل خطط عملنا والتكيف مع هذه الأوضاع الصعبة لضمان مواصلة مهمتنا في نقل الأخبار، وتغطية تبعات هذا الوباء. لم تعد إجراءات العمل الروتينية قابلة للتطبيق، وأصبح العمل الميداني أكثر خطورة من ذي قبل. وبات على كل صحفي أن يحمل معدات الوقاية من الأقنعة إلى القفازات وصولاً إلى أدوات التعقيم. وتعين إجراء المقابلات مع الضيوف مع مراعاة مسافة كافية. وتعين على الصحفيين والمراسلين الحذر عند تغطية المناطق المزدحمة، مثل المظاهرات. بهذا حُرم المراسلون من أهم ما يميزهم: التغطية من قلب الحدث. وباتت تغطية أبسط حدث تنطوي على مخاطر من نوع جديد.

113

112

Made with FlippingBook Online newsletter