AJ 25th Book

كنوز الحياة البرية في قطر

ومع الوعي تأتي المسؤولية، فعلينا جميعاً أن نعمل جاهدين للحفاظ على الحياة البرية في جميع ممارساتنا، من خلال الحفاظ على مصادر الغذاء لها، أو تقنين صيدها باستخدام شبكات صيد مقننة. وكانت رسالة الدكتور اليافعي الأخيرة لي: «إن لم نحافظ على البيئة، فلنتركها بسلام على الأقل. حين نتركها بسلام فإنها – وإن تضررت – سوف تتعافى من تلقاء نفسها».

قمنا أيضـاً بترتيب مقابلة مباشرة من قطر مع خبيري الشعاب المرجانية وتعويضات شركات النفط، جون وسيسيل من على متن قاربهما الشراعي مقابل سواحل جنوب فرنسا. أدهشتنا سيسيل حين أخبرتنا أن الشعاب المرجانية في قطر تتحمل درجات الحرارة العالية والتغيرات المناخية الجذرية مما يمكنها من البقاء فترات أطول مقارنة بغيرها. وبهذا ستصبح شعاب قطر المرجانية هي شعاب المستقبل ومن الأولى حمايتها. سلطت الحلقة أيضاً الضوء على جهود (جوزيه ساوسيدو) الذي يقوم بتنظيم حملات تنظيف الشواطئ ونشر الوعي بين أفراد المجتمع حول أفضل السبل للتخلص من الفضلات البلاستيكية وغيرها من ملوثات الشواطئ والمياه التي تضر بالحياة البحرية بشكل عام. ورغم كل التحديات والصعاب التي واجهناها كفريق عمل، وساعات التصوير المضنية والمخاطر التي كانت تحدق بنا، سعدنا بما حققته هذه التغطية من اهتمام على نطاق واسع، إضافةً إلى نشر الوعي حول ثراء الحياة البرية في قطر. تجاوز الصدى الذي حققته هذه التغطية الجزيرة، ووصل إلى برنامج «كوكب الأرض» الشهير لشبكة (بي بي سي) الذي طلب الاستعانة بأجزاء من إنتاجنا، لاسيما تلك الخاصة بحيوان الأطوم. والجائزة الأكبر حين استعان صانع الأفلام الوثائقية الأشهر في العالم (ديفيد آتينبارا) بما أنتجته ليعرض قطعان الأطوم القابعة في مياه قطر الدافئة. يا لها من مكافأة لي كصحفية.

قطر، شبه الجزيرة ذات المساحة الجغرافية البسيطة، تحظى بثراء واسع من كائنات الحياة البرية والمائية النادرة. ومع تصاعد وتيرة الملل بفعل إجراءات الإغلاق بسبب الجائحة، تحدثت إلى زميلي لويس غارسيا منتج البرنامج الحواري (توك تو الجزيرة) واقترحت عليه إنتاج حلقة قصيرة عن الحياة البرية في دولة قطر، وكانت فرحتي عارمة حين وافقت الإدارة على ذلك. شرعنا في التصوير مع ساعات الفجر الأولى، واستغرق الأمر إحدى عشرة جلسة تصوير باستخدام اثنتين من الكاميرات، تحت شمس الصيف الحارقة والرطوبة التي لا ترحم. لم أعبأ أنا ولا زملائي في الفريق بأي من هذه الصعوبات، فقد كانت رسالة الجزيرة بوصلتنا الأولى. من شجيرات الأيكة الساحلية المعروفة باسم (مانغروف)، إلى قطعان الأطوم، وصولاً إلى تجمعات الدّلفين، وأسراب طائر البشروش (الفلامنغو) المهاجرة، وانتهاءً بآلاف من أسماك القرش الحوت. كانت هذه بعض من المقتطفات النادرة لثراء الحياة البرية في دولة قطر. حبست أنا وزميلي المصور (نيك بورتر) الأنفاس، حاولنا أن نحافظ على هدوئنا ونحن نصور في الماء وسط المئات من أسماك القرش الحوت. ولكن دقات قلبينا بدأت تتسارع حين شاهدنا سمكة قرش الشعاب سوداء الطرف تقترب من موقعنا. تحلى الجميع بالشجاعة وروح المرح على امتداد رحلة التصوير.

235

234

Made with FlippingBook Online newsletter