AJ 25th Book

شطائر «تاكو» بطعم البارود

كانت رسالة مختصرة ولكنها مؤثرة. فبعد كلمات المدح والثناء، أخبرنا بأن المقابلات التي أجريناها مع السكان من داخل البلدة شكلت ضغطاً على الحكومة، التي تمكنت أخيراً من كسر الحصار المفروض على سكان البلدة. وتم فتح الطريق الرئيسي، وبات لدوريات الشرطة حضور قوي في المكان، ولأول مرة منذ زمن طويل، عادت الحياة تنبض من جديد، وأصبح سكان أغويليلا قادرين على الحركة بحرية وأمان، بفضل الجزيرة. هذه الرسالة البسيطة نفضت عني وعن زملائي ما تكبدناه من أهوال وما لاقيناه من نصب. وذكرتنا بأن الصحافة الحرة يمكن أن تحدث الفارق في عالمنا، وهذا ما تفعله الجزيرة من خلال رؤيتها ورسالتها، فكانت بذلك ولا تزال (منبر من لا منبر لهم).

ونسلط الضوء على معاناة النازحين الفارين من وطأة هذه الحرب الطاحنة، الذين يعيشون في مخيمات على الحدود. ناهيكم عن عذابات المخطوفين وآلام ضحايا التعذيب والابتزاز والاغتصاب عبر أرجاء المكسيك، يوماً بعد يوم، وعاماً بعد عام. بالعودة إلى أغويليلا، وبعد عدة أيام قضيتها مع فريق العمل في التصوير مع سكان البلدة، تمكنا من إنتاج عدد من القصص والتغطيات الإخبارية المؤثرة، لننتقل إلى محطة أخرى بحثاً عن الجديد. وبعد أسبوعين كاملين من العمل المضني، رجعنا إلى المكتب، لأجد رسالة من أحد أعمام الأختين اللتين أجرينا معهما لقاءً في البلدة، وهما الأختان اللتان فقدتا جدهما على إثر الحصار المفروض من العصابات. تابع هذا العم الذي يعيش في الولايات المتحدة الخبر على شاشات الجزيرة وقرر أن يتواصل معنا.

305

304

Made with FlippingBook Online newsletter