AJ 25th Book

وراء كل نجاح قصة تروى

كان عنواناً لبداية المرحلة الثانية من مسيرتي المهنية مع 2018 عام الشبكة. فبعد تحقيق النجاح في المهمة السابقة، قرّرت الإدارة دمج قطاعي المشاريع والتكنولوجيا والتشغيل، ليتم استحداث قطاع جديد، سُمّي بقطاع التكنولوجيا وعمليات الشبكة، كلفت بإدارته التنفيذية. بهذه الخطوة، فتحت صفحةً جديدةً وتحدياً جديداً. وباشرت العمل بكل جدّية في سبيل النهوض بالقطاع وتطويره على كل الأصعدة والمستويات، بالإضافة إلى مواكبة العصرنة التكنولوجية المتطورة يومياً، فضلاً عن التطوير والتجديد الفني والتكنولوجي والتقني. ُكنني الجَزْمُ بأنني حققتُ مسيرةَ نجاحٍ وتميزٍ مليئة بالإلهام والقيم الإنسانية السامية، أثمرت رُقياً في المهارات القيادية وترسيخاً لثقافة الاستثمار المثالي للعنصر التكنولوجي، فضلاً عن العنصر البشري الذي مثّل على مدى ربع قرن من العطاء، عين الجزيرة الساهرة التي لا تنام، وروحها التي لا تعرف الكلل. فوراء كل نجاح، توجدُ قصةُ بطلٍ يعمل خلف الكواليس وجندي ظلٍ يعمل على مدار الساعة، ارتقى من خلال اجتهاداته القديرة وتضحياته الجِسام، بشبكة الجزيرة الإعلامية، إلى مستويات تقنية وفنية ولوجستية عالية أدّت بالنتيجة إلى ما وصلت إليه المؤسسة حالياً من تطور على جميع الأصعدة.

وراء كل نجاح قصة تروى المدير التنفيذي للتكنولوجيا وعمليات الشبكة | أحمد مرزوق الفهد

وهو ما سينعكس بالضرورة على احتفاظ الشبكة بريادتها في صناعة الإعلام العالمي. وكانت أولى خطوات النجاح بالنسبة لي وضع اللّبنة الأساسية للقطاع، و هيكلته الإدارية والتنفيذية؛ هذا بالإضافة إلى تشكيل فريق عمل احترافي يضم كفاءات في مجال الاختصاص. أمّا الخطوة الثانية فقد تمثّلت في تهيئة بيئة عمل احترافية تتوفر على كل الشروط الكفيلة بإنجاح عمليات تسيير القطاع والوصول به إلى النجاح المأمول وكذلك تحقيق جميع أهدافه. وهو ما كان فعلاً بفضل من الله، حيث تمّ الإشراف بنجاح على أهم المشاريع الاستراتيجية للشبكة، الداخلية منها والخارجية، ابتداء بالتخطيط، مروراً بعمليات التنفيذ، وبالنتيجة، الوصول لإتمام المشاريع وتسليم جميع متطلبات العمل في الوقت المحدد بكُلّ حرفيةٍ وجودة. ذلك ما لم يكن ليتمّ لولا العمل الجاد والمحترف، والكفاءة العالية التي كان لها الفضل في تذليل العقبات وتجاوز الصعوبات والعوائق التي مررتُ بها في خضم رحلة البحث عن النجاح المُحقق. تمثًلت أهم محطات نجاحي في تجسيد أهم المشاريع الاستراتيجية للشبكة محليا وعالمياً.

كان علامةً فارقةً في حياتي على كل الأصعدة. فبعد مسيرة 2012 عام عاماً في مجال إدارة قطاع المشاريع الاستراتيجية بشركة قطر غاز، 12 وقع الاختيار علي لتنفيذ مهمة خاصة في شبكة الجزيرة الإعلامية تمثّلت في تأسيس قطاع خاص بالمشاريع في الشبكة، وهو ما لم يكن موجوداً في السابق. كان ذلك شرفاً عظيماً لي، فقد حظيت بثقة الإدارة العليا بالشبكة لتنفيذ المهمة وكُّ إيمانٌ بمبدأ خدمة الوطن، وطن يستحق الأفضل دائماً وأبداً. على الصعيد الشخصي، وبِراً بوالدي الكريم - حفظه الله ورعاه -، كان لزاماً عليّ حينها إقناعه بالقرار الذي كنت قد اتّخذته، والمتمثل في قبول التحدي الجديد. فحُنو الأب، وخوفه على مستقبلي المهني، دفعاه إلى التّوجس من انتقالي من مجال الطاقة والمحروقات إلى مجال الإعلام. كان مقتنعاً أن مجال الطاقة والمحروقات أكثر استقراراً مهنياً من المجال الذي كنت بصدد الالتحاق به. بعدها، وبفضل من الله، تمكّنت من إرضاء الوالد الكريم - حفظه الله ورعاه - وأقنعته برغبتي وحماسي الشديدين لبدء التحدي الجديد، ووعدته بإثبات نجاحي في المهمة. انطلق مشواري الجديد، وكلي يقينٌ وإيمانٌ بالقدرة على استثمار خبرتي ومهاراتي المكتسبة في سبيل إحداث نقلة نوعية في بيئة عمل المؤسسة، إضافةً إلى تبني خطط واستراتيجيات فعالة لتحقيق تنمية مستدامة،

333

332

Made with FlippingBook Online newsletter