تضحيات صحافيي الجزيرة دليل جرأتها ونزاهتها
واجهت الجزيرة، عبر مختلف منصاتها، التهديد الأكبر المتمثل في الأخبار المفبركة، والتضليل الإعلامي، والحملات المغرضة، التي يقف وراء بعضها رجال سياسة، احترف بعضهم الكذب والمراوغة وتشويه الحقائق لتحقيق مكاسب سياسية. لقد أحدثت شبكة الجزيرة الإعلامية الفارق في عالمنا بفضل موضوعيتها، كما حصدت الجوائز في شتى المحافل الدولية تقديرا لإبداعاتها. والأهم من ذلك أن الجزيرة رسخت سمعتها على أساس متين من الجرأة، وأبرز دليل على ذلك ما يقدمه صحفيو الجزيرة من تضحيات وما يتعرضون له من مخاطر كل يوم. صحفياً للجزيرة منذ تأسيسها، وذلك في مناطق نزاعات 11 استشهد مختلفة، كما تعرض عددٌ من العاملين فيها للاعتقال أو الملاحقة أو الاضطهاد أو الترحيل وذلك بمزاعم باطلة. تعرضت مكاتب الجزيرة للمداهمات، كما تعرض العاملون بها للاعتداءات، وكانوا دوماً محل استهداف متعمد من أعداء الكلمة الحرة. لا يتوانى أعداء حرية التعبير وخصومها عن تكميم الصوت الحر، لاسيما الذي ينادي بالإصلاح الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان وينقل معاناة الناس على أرض الواقع.
تضحيات صحفيي الجزيرة دليل جرأتها ونزاهتها رئيس شبكة الصحافة الأخلاقية | آيدان وايت
خريطة الإعلام في العالم. تطلبت كل هذه الأمور وجود صحافة تتسم بالجرأة قبل الموضوعية وبالإبداع قبل المصداقية. وكانت الجزيرة أهلاً لهذا التحدي، من خلال وصفتها السحرية: ريادة في نقل الأخبار، ورقي في الأسلوب، والتزام بالمهنية، ووضع الإنسان محورا لرسالتها. أوصلت الجزيرة صوت الشارع إلى داخل غرفة الأخبار، لترسخ سمعتها بأنها محطة جريئة ذات مصداقية، تنقل الحقائق بموضوعية في عالم متشرذم نتيجة للظلم السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
في الذكرى العاشرة لتأسيس شبكة الجزيرة الإعلامية كتبتُ بأنها ظاهرة فريدة يجب أن يتعلم العالم بأسره كيف يتعايش معها. الآن، وبعد خمس عشرة سنة، أدرك العالم أهمية هذه الشبكة الإعلامية الرائدة. وها هي الجزيرة ترسخ كل يوم مكانتها في صدارة الصحافة العالمية. كانت الجزيرة شاهداً على تحولات جذرية منذ انطلاقتها: من نهاية الحرب الباردة، مروراً بتحول مراكز القوى السياسية والتجارية، وصولاً إلى ثورات الربيع العربي، وانتهاءً بالثورة الرقمية التي غ ّت
415
414
Made with FlippingBook Online newsletter