AJ 25th Book

استقصائيات الجزيرة

محترف وأعيد سرده بطريقة جديدة ومشوقة. خلال السنوات الماضية وصلت وثائقيات الجزيرة وأفلامها الاستقصائية إلى درجة عالية من الحرفية الفنية، وهي ثمرة بدأ ) وحصدناها بعد سنوات، وامتد الأمر 1103 غرسها في فيلم (الرحلة بعدها إلى باقي برامجنا التي اتخذت شكلا جديدا، سواء من حيث المعالجات أو الصيغ الفنية التي تشمل عناصر مبتكرة في التصوير والغرافيكس والمؤثرات البصرية والصوتية وحتى دخول بعضها مجال الدراما. لقد استطاعت الجزيرة إيجاد معادلة نجاح تجمع بين تقديم المحتوى الهادف والمؤثر وإيلاء الأهمية للشكل الفني والإبداعي والعناصر البصرية الكفيلة بتقديم وجبة متكاملة للمشاهد، معادلة قد لا تتوفر كثيرا في الوطن العربي وإن توفرت فإنها لا تكتمل.

ساهم هذا في أن ينال العمل الاستقصائي حقه من المتابعة والاهتمام، ما دفع الجزيرة في ذكراها العشرين إلى ضخ باقة من البرامج التحقيقية مثل «ما خفي أعظم» و»المسافة صفر» ثم «المتحري»، بالإضافة إلى أفلام خاصة منفصلة. تنوعت المواضيع وتوسعت وشكلت جزءا مهما يربط مشاهدي الجزيرة أسبوعيا بالشاشة. لم تعد بالنسبة لهم مجرد مادة عابرة غير منتظمة، بل باتت تشكل مادة دورية دسمة للنقاش تثير ردود أفعال عالمية وتتصدر فور بثها عناوين الأخبار الرئيسية بما تكشفه من جديد. ورغم اشتراك الأعمال الاستقصائية في الأسلوب العلمي والصحفي في البحث والتقصي والتأكد من المصادر وإثبات الفرضيات، واكتساب البرامج التحقيقية والوثائقية للجزيرة هوية فكرية وموضوعية شدت المشاهد، إلا أن هذه الأعمال والبرامج كانت تحتاج لعوامل دفع ومتطلبات إضافية لضمان نجاحها واستمراريتها، وهو ما قامت به الشبكة بتعزيز وجود الفرق الفنية المحترفة القادرة على إخراج العمل بشكل مميز، واستخدام الأدوات المناسبة لتوصيل المعلومة بشكل مشوق وسهل من غرافيكس وموسيقى وتصوير وإضاءة ومونتاج ومؤثرات بصرية وغيرها. فكم من تحقيق لم يلق النجاح المتوقع لخلوه من العناصر الإبداعية التي تشد المشاهد وتمزج بين المعلومة والمتعة والتشويق في آن، وفي المقابل كم من تحقيق حصد نجاحا لم يكن متوقعا رغم خلوه من المعلومات الحصرية، فقط لأن تقديمه تم بشكل فني وإبداعي

95

94

Made with FlippingBook Online newsletter