الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

ويكتســب الاقتصاد الصوفي رمزيته من تجســيده للمبادرات الوطنية الساعية لتوفيــر تمويــل ذاتي الــذي طالما دعا إليه مفكرون أفارقــة، لقناعتهم بأن الحلول لمشــاكل القــارة لن تكون إلا إفريقية، والســلوك الاقتصــادي المريدي ينحو هذا المنحى، بيد أن بعض الطرق امتدت أياديها لتلقي المساعدات الأجنبية. وقد تشكل الوعي الاقتصادي لدى أهل باوول أتباع الشيخ أحمدو بامبا مبكرًا، وساعد على ذلك جملة من العوامل: - الضغط الاســتعماري الذي مورس عليها ممثًّ في مضايقة ونفي وحبس شيخها المؤسس والرمز الموحد؛ مما ولّد رغبة في الاستقلال الكلي عن السلطة الفرنسية وكل ما يمتّ إليها بصلة. - مقتضيات قيام مشروع إصلاحي من وجود دعم مادي وسند مالي. - انتظام بعض أصحاب الجاه والنفوذ ممن سقطت عروشهم ضمن السلك المريدي. - فتح السلطات الاستعمارية باب الاستثمار على مصراعيه للطرق الصوفية، وكذلك فعلت الدولة وريثة الإدارة الاستعمارية، ولم تمانع مزاولة الأنشطة الاقتصاديــة علــى خلاف العمل السياســي الذي ضايقت فيه المشــيخة الصوفية، كما حصل مع مبادرة الشــيخ تيجان ســه بوصفه رئيسًا لحزب سياســي، وكان هذا العامل أيضًا من العوامل التي أدت إلى بروز رجال . وقد جمع الشيخ تيجان سه ما ( (( أعمال مرموقين منتمين لعائلات صوفية تفرق في غيره من جيل عصره، من كونه دبلوماسيّا وسياسيّا ومثقفًا ورجل أعمال مع انحداره من أسرة صوفية. (1) Magassouba, Moriba, L’islam au Sénégal Demain les mollah? , (Edition Karthala, paris, 1985), p :32, 38.

112

Made with FlippingBook Online newsletter