الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

مجالات الاقتصاد الصوفي لإدراك حجــم أتبــاع الطرق فــي مضمار المال والأعمــال لابد من الوقوف علــى مكونات الخارطة الاقتصادية للبلاد والتجاذب بين أطراف الداخل والخارج، وبصــورة عامة يمكــن حصر الفاعل الاقتصــادي في: القطاع الخــاص، والقطاع الحكومي، والشركاء الأجانب. ولا يمكن الولوج إلى الاقتصاد السنغالي إلا عبر بوابة فرنسا؛ وذلك لوزنها الثقيــل فــي هذه المعادلة، فهــي تحتل موقعًا بارزًا في الاقتصــاد غرب الإفريقي، خصوصًا في الدول الناطقة بالفرنســية، وتقوم بــدور مزدوج على الصعيد الوطني بالســيطرة والهيمنة؛ والدولي بلعبها دور الوســيط والوكيــل مع الأجانب، وتتمتع بنفوذ كبير في هذه البلدان من خلال خبرائها وشــركاتها وعملتها ولغتها وقواعدها ) متصدرة CSS العسكرية، ونذكر هنا: مجموعة بولوري، ومجموعة السكر السنغالية ( مؤسسات الصناعات الغذائية، وقطاع الاتصال، والخطوط الجوية الفرنسية. علمًــا بأن ملف الاقتصاد يُعَدّ إحدى الركائز الخطيرة لفك التبعية مع الغرب ومن ثم تحقيق اســتقلال شــامل، ولهذا ارتباط وثيق بفرز الطبقة الوســطى وإعادة توزيع الثروات بل وصناعة قادة المستقبل. ونجم عن غياب الديمقراطية والشــفافية والأجهزة الرقابية اختفاء مبدأ تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية وضمور دولة الحق والقانون وضعف مؤسسات الدولة؛ وســاعد على اســتمرار الوضع المذكور استقواء النظم السياســية الحاكمة بالقادة الفرنســيين مقابل ثمن للدعم والتأييد، واتخــذت باريس من الرقعة الجيوبوليتيكية الفرنكوفونيــة ســوقًا تجارية لمنتجاتها ومــوردًا للمواد الأوليــة، وزاحمت عليها القــوى الكبــرى التقليدية والقــوى الصاعدة؛ ما مكّن باريس مــن مفاصل الدولة والقطاعات الحيوية. كما تتسارع خطى بكين الاقتصادية الزاحفة على دكار وكذا القوى الناهضة، إلى جانب الجالية العربية من المشارقة والمغاربة، والمستثمرين الأفارقة، من أمثال

115

Made with FlippingBook Online newsletter