الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

الصُوفيَةُ تَعْرضُ ذاتها فيجمهورية السنغال شكلتْ المؤسسة الدينية والصوفية من خلال لاعبيها الأسس الرئيسية للذهنيات فــي المجتمعــات الإفريقية وذلك بفعل قدرتها على ممارســة التوجيـــه الروحي والأيديولوجي، وفي الأغلب الأعم سعى شيوخ الطرق الصوفية إلى إظهار أنفسهم على أنهم المدافعون الحقيقيـــون عـــن المعتقدات والشعائـر واللغات والأعراف الإفريقية الأصليـــة أمام غـــزو الثقافات والقيم الوافدة، وأنهم بذلك يُمثلون سلطة عليا مقدسة، وظل الخروج عليهم يعد من المحرمات والمنكرات حتى وإن زجوا بأنفسهم في مياه السياسة العكرة، ويبدو أن هذا هو المبدأ الذي يقوم عليه كثير من الطرق الصوفية في غرب إفريقيا حتى اليوم. فــي أحوال كهذه؛ فإن تنامي مســتويات الثقافة السياســية والمبادرة الفردية داخل الأوســاط الشــعبية قـــد يســهم في نشـــوء التمرد والنفور من السلوكيات السائدة والمظاهر المُعتادة دون أن يحرم أتباع السُلط الروحية والصوفية من استلهام الأشكال التعبيريـة التـي تتيحها إفرازات المدنية ومُجتمعات الحداثـة بما في ذلك وســائل الإعلام (الصحف، الإذاعات، التلفزيونــات والإعلام الجديد) وحتى قبل ظهور الفضائيات بسنين طويلة وظف أتباع الطرق الصوفية المواد المطبوعة وأشرطة الكاسيت في مختلف المناسبات. وفي الواقع يبـدو ان الخارطة الإعلامية المعاصرة تضمن نشـر تعاليـم الزعماء الروحيين وحماية صورتهم الورديـة لدى الجماهير بدول كالسلفية، " الأغيار " غرب إفريقيا وفي الخارج إلى جانب التصـــدي للمناوئين من وكحركة الإخوانية المســلمين، وحتى الأديان الأخرى كالمســيحية مثلا. وفي هذه الحالـة فقد أسست الطرق الصوفية لإعلام يتلاحـم مع خياراتها التكتيكية والثقافية والسياسية ويتداول تفاسيـرها ومواقفها من الشأن الوطني والإقليمي؛ لكنـها خطوة جــاءت لتختلط بأنماط الوعي الاجتماعي الأخرى وخاصة المتأثرة منها بالثقافـــة الديمقراطية وقيم العلمانية ضمـن انتماءات وولاءات وهويات مدنية مستحدثة. وحتــى إذا تجاهلنــا الروابط المدنية والمبادرات الإعلامية القائمة على خيار الأفراد الأحرار وغيرهم من الفاعلين في الحيـــز العام؛ فإن انفتاح بعض التلامـذة

130

Made with FlippingBook Online newsletter