التوتر بين الإعلام والقادة الصُوفيين.. الطـريقة المريدية نموذجا مما لا جدال فيه بين الدارسين والباحثين أن دخول الإسلام إلى بلاد السنغال ، قد تمت بطريقة سلمية خلافا لكثير من " أســلمتها " وانتشــاره فيها، أو بالأحـــرى تمت كما يقول معظـم الباحثين والدارسين " أسْلَمَة " مناطق العالم الإسلامي، وهي الســنغاليين بفضل جهود مشتركة مترامية الأطراف بين الرحّالين والتجّار المسلمين من العرب وغيرهم من ســاكنة المجال الصحراوي، فكان من بين هؤلاء من جاء بخلفيته الصوفية على اختلاف طرقها وفلسفاتها وأورادها. جيلٌ بعد جيل يوجد لـــدى القبائل السنغالية انجـذاب أصيـل إلى الأشعرية عقيدةً، والمذهب المالكي فقها، وميل قوي لنشــر الصوفية المُمارســاتية، كما طور مشــايخُ أهْـــلِ هذه الأرض تاريخيا وابتكـــروا لأنفســهم من المدارس والمناهج والطرائـــق المحلية في التصوف ما يروي ظمأ مجتمعاتهم الإيماني ويوســـع من مساهماتهم في مواجهة التحديات التاريخية والثقافية في مناطق غـرب إفريقيا. ومن ) التي layêniyya بيـن المدارس السنغالية المعروفـة في التصوف يجري ذكر ال َيِينِيَةُ ( ) Mourides )، والمُريدِيـة ( 1909 - 1843 أرسى قـواعدها سِيدْنَا إيمامو الله ثِيَاوْ ( م)، وكجزء من هـــذه 1927 - 1853 التـــي أسسها الشيْخ أحمَدُو بَمْبا أمْباكَيه ( الورقة؛ سَنُركِزُ على الحضور الإعلامي للأخيرة باعتبارها إحدى أهم وأشهـر الطرق التي نشأت بالسنغال دون أن تكون متأتيـة أو متفرعة عـن طريقة " المحلية " الصوفية من الطرق الصوفية المعروفـة كما يشيع عند الباحثين السنغاليين. لا يمكن الحديث عن المُريدية في السنغال دون الوقوف على الأدوار الوطنية الكبرى لمؤسســها الشيخ أحمَدُو بَمْبَا امْباكي وخاصـــة ما يتعلـــق منها بمواجهة الاستعـمار الفرنسي وإرساليات الكنيسة الكاثُوليكية حيث تُشيـر الباحثة أدَرْيَانَا بَيْغَا في " الأســس الثقافية لمقاومة إيديولوجية بحتة " إلى أنه يعود له الفضل في وضع
134
Made with FlippingBook Online newsletter