الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

تقاطـع السلطة الرابعـة والقـوى الصوفية بغرب إفريقيا في ظـل التعددية الإعلاميـة إذا كانت الفرادة حاصلـة في غرب إفريقيا فإن التباين والتقابل يبقى واردا أيضا كلما أمعـــن الدارس في الأدوار الإعلاميـــة للمدارس الصوفية بجمهوريـة مـالي المجاورة، وهـــو بلـــدٌ تتقلب مجتمعاته المسلمة بيـــن مَحَاريب عدة مذاهب من بينها ما هو سلفي وما هو سني إلى جانب الطـرق الصوفيـة؛ حيث يتبرك الماليون بالشــرفاء أو آل البيــت، فضلا عن أصحاب الدرجـــة والمقام الظاهر والباطـــن وخاصـة في حواضر كتنبكتو وانيور السَاحَلْ أو غاوْ، وغيرها من الحواضر العلمية التي تسربت إليها أعداد وافـــرة من المَحَاظِـِر وزوايا الشاذلية والتجانية والقادرية؛ وينبغي أن نشــير هنا إلى أن الصُوفيةَ لعبت أدْوارًا حاســمة في تاريخ بلاد السُودان (مالي حاليا) مما كان له بالغ الأثر في إبقاء جذوة الإســ م مُتقدة؛ ليس في هذه الربوع فحسب بل في معظم أنحاء إفريقيا جنوب الصحراء حتى اليوم. ومن الأدوار الاجتماعية الواضحة التي اضطلع بها مُريدو وأتباع شيوخ وزعماء الطرق الصوفية تأمين حصة معتبرة من المنابر الإعلامية (المرئي والمسموع والإلكتروني) في مسعى يهدف إلى بث المعارف الإســ مية واختراق الحواجز القبلية والإثنية المزيفة على حد وصف شيوخ الصوفية. شكل تحرير الفضاء السمعي البصري في مالي فـرصـــة، لا تعوض بالنسبة لمختلف التيارات والمذاهب الإسلامية لمخاطبة القرى والأرياف إلى جانب المدن ، ومن خلال الأقمار الصناعية، ولقــد مكنت هذه الحرية " أف أم " علــى موجــات الخاضعة للقانون من اختراق بعض الجماعات لحواجز المذهب المالكي الســائد كما اســتهدفت المجتمعات ذات المرجعية الصوفية، وتجسد ذلك في توغل إعلام المذاهب الشيعية داخل الأوساط الشعبيـة حيث أمكن للشيخ سعيد محمـدو شُعالا

140

Made with FlippingBook Online newsletter