ومن بين الشخصيات الصوفية التي طبعت المشهد الاجتماعي والسياسي في موريتانيا على ســبيل المثال خلال الفترات الأخيرة الشــيخ علي الرضا بن محمد ناجي الصعيدي وهو أحد رموز الطريقة الصعيدية المحدودة الانتشــار في الجنوب الموريتاني، وقد ظهر البعد الاجتماعي للشيخ الرضا في اتجاهين أساسيين: - التفاف الآلاف من ســكان الجنوب الموريتاني حول الشيخ الشاب الذي وجدوا فيه مصدرا للمعارف والتربية الصوفية، هذا إضافة إلى كونه مصدرا ماليــا مهما عرف بســخائه تجاه مريديه وطلابــه، وهو ما مكنه من التأثير فــي دوائر متعددة من أصحــاب النفوذ والقطاعــات الاجتماعية، إضافة إلى خطابه الفكري والتصوفي الذي يعلن بين الحين والآخر عن مواقف تجديدية تنتقد بعض ممارســات التصوف وتحدد علاقة المريد بشــيخه ومنهج التربية التي يؤديها. - اتجاه ضرب السوق العقارية من خلال ما يعرف بأزمة الشيخ الرضا وهي أزمة أضربت بســوق العقارات ودفعت الشيخ إلى إعلان إفلاسه، بعد أن . ( (( كان يتحرك في ثروة مالية مرموقة ولا يخفــى أن حالــة التجــدد للرموز والمشــايخ الصوفية مرتبطــة بعاملين أساسين هما: وهو ضامن أساســي لاســتمرار الطرق واســتمرار النخب عامل التصدير: - المنتمية إليها. بما فيهما من جاه وحظوة ومكانة مالية، وهي التــوق إلــى الزعامة والتصدر - حالة أضافت عنصرا انتشاريا قويا إلى الصوفية في غرب إفريقيا، حيث يمكن لأي شــيخ أن يؤســس نحلته الصوفية ومدينته وأن يجد من الأتباع النصاب الكافي للتبشير والتأثير. تمثلت الأزمة في عجز الشيخ عن تسديد ديون عدد كبير من الموريتانيين الذين باعوا أراضي ( (( ومنازل وسيارات إلى وكلاء الشيخ بأسعار تفوق أثمانها الأصلية.
171
Made with FlippingBook Online newsletter