بين الشأن العام وبين المصالح الشخصية، أو، في حال فشل ذلك، تحسين العلاقات .) ( (( بين الطرفين بشكل جذري (مصلحة البلد، ومصلحة الطائفة والحواضر الدينية الوعي " يكتســح هذا الموقف الحرِج (والذي نســميه بالنسبة للحالة المريدية ) باطّراد فضاءات جديــدة تصل إلى حد التبني من طرف بعض " المريــدي الجديد ، وهذا الموقف لا يشكّل في ( (( المثقفة " شيوخ الزوايا " الأنظمة الطرقية وبعض نخب رأينا قضية مهمة غابت عن تحليل أغلب المتابعين للشأن الصوفي السنغال فحسب، بــل هو تشــكيك مطلق ومنهجي في الســلطة الدينية في حــد ذاتها؛ مما يعني في وكما تعتبر حملات الصرف الصحي والمياه والصحة والأمن...إلخ، التي تُشيّد في مدينة طوبى ( (( في أعين الناخبين المريدين أمرًا أساسيّا غير أن لديهم مواقفحرجة للغاية تجاه تسيير المدينة من طرف عمدة البلدية (المعين من طرف المشيخة الدينية بالمدينة)، فضً عن عدم احترام الدولة لالتزاماتها لتنمية المدينة، كلها أمور بنتحائطًا من عدم الثقة تجاه بعضالقيادات الدينية المحلية (التي اعتبرت أنها فشلت في مهمتها) وكذلك بالنسبة للقادة السياسيين. إن الاعتقاد السائد على نطاق واسع هو أن العديد من الزعماء الدينيين لم يعودوا يلعبون دورهم بشكل فعال بوصفهم مدافعين عن حقوق المريدين والساعين لتقدم طائفتهم، وهذا ما أسهم في ظهور جماعات داخل Touba " " طوبا كا كنام " الطائفة تسعى إلى أن تلعب هي نفسها دورها في الشأن العام مثل جماعة ، التي أنشأها بعضكبار الشخصيات والأعيان والمريدين من أجل عدم ترك مشاكل " ca kanam تطوير مدينتهم الدينية في يد الدولة ووكلاء خليفة الطريقة. من المهم أن نلاحظ، وخلافًا لبعض ما توقعنا في جزء من هذا البحث من أن الانتقادات ( (( الموجهة للطرق الصوفية يحسن أن تكون من الخارج (لأن المريدين ينظر إليهم عمومًا على ، وتمنعهم الساذجة من إيجاد وعي تمييزي) أمر فيه نظر؛ ذلك أن النقد الأكثر " متعصبون " أنهم حسمًا والذي يمكنه أن يُحدث تغييرًا داخل الطرق الصوفية نفسها لابد من أن يأتي من داخل " نقد الشيخ امباي جاختي " الطريقة. وهذه الموجة من الانتقادات (الانتقاد الداخلي للطريقة) أو (نقد " الإنسانوية " الشاعر المريدي الكبير، ذي التوجه الراديكالي والمناهضللتوجهات السلفية و ، أو نقد الباحثين الواقعيين)، هي خطابات نقدية لا تسعى " نقد بول مارتي " الطرق الصوفية أو إلى تقويض المبادئ الأساسية والقيم الأساسية التي انبنت عليها الطرق الصوفية (الموروثة عن الآباء المؤسسين)، وليسكالطريقة النقدية الاستعراضية التي تعتمد على أنظمة فكرية أخرى، بل إنها نقد يطمح إلى ضمان نقاء وصفاء الطرق الصوفية ضد الانحرافات الداخلية والاعتداءات الخارجية. هذا ما يجعله مميزًا ويضمن متانته وقدرته المستقبلية. ويبقى السؤال الذي يجب طرحه هو: ما حدود وطرق التعبير التي يتم بها هذا النقد الذاتي بشكل لا يؤدي إلى تدمير الذات أو انهيار النظام؟
200
Made with FlippingBook Online newsletter