( (( . إن هذا التحول يجعل الأمر أكثر خطورة وستكون له نتائج عكسية ( (( لزعمائهم خصوصًــا فيما يتعلق بالالتزامات السياســية للزعماء الدينيين، الذين يكابدون أكثر مــن أي وقــت مضى من التبرؤ العام ومن العقوبــات الانتخابية لأعضاء طائفتهم، وهو تمرد ضد ما يعتبره شــيوخ المريدية خيانة للمثل العليا المشــتركة. وهذا ما يلزم السياســيين السنغاليين بقراءة جديدة لعلاقاتهم الحالية والمستقبلية مع الشيوخ الدينيين ومع الشأن الديني نفسه. يبدو أكثر من أي وقت مضى أن الرأي العام لدى الطرق الصوفية مدرك لقوة أداة الضغط ( (( الإعلامي التي غالبًا ما تكون القيادة الدينية حساسة جدّا تجاه ما يصدر عنها، حتى إلى درجة تدفع عدة مرات للإدلاء بتصريحات وتوضيحات لوسائل الإعلام كنتيجة للخلافات حول المسائل التي تنطوي على مسؤولية شيوخ الطرق. ويبدو أن عالم الاتصالات الجديد قد أوجد أوجه تشابه مدهشة بين منطق السياسيين، من حيث تحديد مكانة الناخبين وولائهم، وبين منطق بعضرجال عند أي استطلاع حول " استطلاعات الرأي " الدين للبقاء حيث يحرص كلا الطرفين على قمة الشأن الديني. ( من المثير للاهتمام أن نلاحظ أن الوعي بتقرير المصير الذي بات واضحًا بينصفوف العديد من (( " انديغل " مريدي الطرق الصوفية يعمل الآن على إنتاج بديل فريد من نوعه لما يعرف محليّا بكلمة أي (التعليمات الانتخابية) التي يصدرها الخلفاء العامون للزاوايا الصوفية الكبرى حيث لم تعد تلك التعليمات تنفّذ كما كان الأمر. لقد صار هنالك ما يمكن تسميته بـ(التعليمات الانتخابية الذاتية)، أي اتخاذ المواقف بشكل عفوي تصعب السيطرة عليه، وهو مستقل نسبيّا عن قواعد المشيخات الصوفية فيما يتعلق بالقضايا السياسية، كما تغذيه قراءة هؤلاء المريدين الخاصة وتصوراتهم (من خلال وسائل الإعلام) لعمل رجال الدين وأرباب السياسة. إن هذه (التعليمات الانتخابية الذاتية) الجديدة الضمنية أو الظاهرة تتأسس بشكل كامل وبدون وعي على السجل " الخط الرسمي " الطرقي كما أنها لم تعد بالضرورة، ولعل هذا بدعة كبيرة، تعبيرًا مباشرًا عن الذي تعلنه الطريقة الصوفية والذي يدافع عنه بشكل خاص حاشية خلفاء الطريقة العموميون أو المتحدثون باسمهم أو أقارب الخليفة، ...إلخ. وقد تجلى هذا الوضع غير الاعتيادي في ، منخلال التعبئة السياسية والتصويت الجماعي للمعارضة 2017 الانتخابات البرلمانية، في عام من طرف ساكنة مدينة طوبا، على الرغم من نشاط عناصر من قيادات الطريقة المريدية ممن هم من مناصري النظام. ولتلخيص هذا الوضع الجديد، يمكن القول: إنه مع فشل (التعليمات الانتخابية) الصادرة من قبل خلفاء الطرق الصوفية، فإن الطبيعة تكره الفراغ، ولذلك انتشر ما يمكن تسميته بشبه (التعليمات الانتخابية) والتي سيؤدي خطرها المتزايد إلى فوضى ستؤول في النهاية إلى ما أسميناه (التعليمات الانتخابية الذاتية) والتي قد تشكل جميع القواعد الشعبية للطرق الصوفية.
202
Made with FlippingBook Online newsletter