خاتمة إن السنغال، وبحكم المكانة التاريخية التي يلعبها الإسلام في نسيجه الاجتماعي وفي الاستقرار السياسي للبلاد، يقدم نموذجًا مهمّا للعلاقات بين السلطة السياسية والدينية. لكن هذا النموذج الديمقراطي يواجه تحديًا متزايدًا نظرًا للتطورات الداخلية في الفضاء " العروض الدينية " والخارجية معًا، بما في ذلك ظهور ما يمكن تسميته العام والتي تشكل بديً للطرق الصوفية التقليدية، تلك الطرق التي بات لزامًا على خطاباتها ومواقفها وتحولاتها وخصوصًا السياسية منها، أكثر من أي وقت، أن تتأقلم مع هذا السياق الجديد. ، وظواهرَ التقلبات الداخلية التي باتت الطرق الصوفية "َ التحدي الســلفي " إن العقد الاجتماعي " تعيشــها فضً عــن الانحرافات الأخرى التي تحيد أحيانًــا عن تطرح جملة من الأسئلة على نحو متزايد على هذا العقد، كما أنها سبّبت " السنغالي مشــاركة مفاجئة للاعبين جدد (حركات وقادة غير منتمين إلى طريقة معينة، فض عن الرأي العام للمواطنين، وما إلى ذلك)، وهؤلاء الفاعلون الجدد أصبحوا بشكل أو بآخر متعاقدين جددًا. ويبقى السؤال المحوري والذي سيحدّد في المستقبل هو معرفة: كيف يمكن أن نقيس قدرة الطرق الصوفية على الصمود وعلى تجديد نفســها وعلى التكيف، وكيــف يمكن لزعماء هذه الطرق احتواء الأمر والتفاوض حول تأثير هذه الوضعية الجديــدة ومــا فيها من لاعبين جدد، خصوصًــا أن الطرق الصوفية باتت في خطر فقدان دورها الذي كانت تلعبه في الميدان السياسي. إن على الزعماء الدينيين والقادة السياسيين السنغاليين إدراك وقبول التحولات التي عرفها المجال الاجتماعي-السياســي في الســنغال الحديث، والعمل على أ للوضع السياسي والديني، بل جعلها فرصًا " متصلبًا " تشــكّل هذه التحولات تهديدًا اللازمة؛ ذلك أن مســتقبل الســنغال يعتمد " حركة الحياة " جديدة للتقدم، في إطار على هذا الأمر.
203
Made with FlippingBook Online newsletter