مأسسة التصوففيغرب إفريقيا الطّرُقية السياق التاريخي والأجندة الإصلاحية ( (( سيدي اعمر شيخنا
يعتبر ظهور الطرق الصوفية في السودان الغربي (غرب إفريقيا) أحد أهم وأبرز التطورات الثقافية والسياسية والدينية في التاريخ الحضاري لإفريقيا جنوب الصحراء على مدار القرون الخمسة الأخيرة. كانت الطريقة القادرية المنسوبة إلى الشيخ عبد م)، هي أولى الطرق الصوفية وصو 1167 هـ/ 561 القــادر الجيلاني (دفين بغداد إلــى غرب القــارة. وثمت خلاف بين مؤرخي المنطقة هل وصلت الشــاذلية بعد القادرية أم ســبقتها، ولا خلاف أن التجانية وصلت بعدهما في القرن التاســع عشر والتي أخذت زخمًا كبيرًا في غرب إفريقيا بدءًا من القرن نفسه. مأسســة التصــوف في غرب إفريقيا (الطرقية): الســياق " عنــد الحديث عن تقفز إلى الذهن شــخصيات صوفية كبيرة لعبت " التاريخــي والأجنــدة الإصلاحية أدوارًا محورية في مراحل تاريخية مختلفة وفي فضاءات جغرافية وبشــرية متنوعة داخل منطقة الغرب الإفريقي، من بين هؤلاء الشيوخ: عثمان بن فودي في نيجيريا، والحاج عمر تال في السنغال، والشيخ أحمدو لبو في مالي، والسادة الشيخ، محمد الحافــظ بن المختار بن الحبيب العلوي، والشــيخ محمــد فاضل مامين، ومحمد الأغظف الداودي، في موريتانيا. لكن -في نظري- هناك شخصيتان صوفيتان لعبتا دورًا تأسيســيّا رائدًا حكم مسار التصوف في الغرب الإفريقي لقرون عديدة، هاتان م)، 1533 هـ/ 940 الشــخصيتان هما: الشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي (توفي ( باحث موريتاني مختص في الشأن الإفريقي. ((
207
Made with FlippingBook Online newsletter