ثانيًا: الشيخ الكنتي ومأسسة التصوف خلال رحلته الدعوية التأسيسية في السودان الغربي كان الشيخ المغيلي مرافَقًا م)، والذي كان له دور 1552 هـ/ 959 بتلميذه، ســيدي اعمر الشيخ الكنتي (توفي بارز في إكمال رسالة محمد بن عبد الكريم المغيلي في نشر القادرية ببلاد التكرور، . ( (( " والتي كانت ترمي إلى الإصلاح وتصحيح العقيدة وتثبيت الدين الإسلامي " يصف الأســتاذ الباحــث الدكتور عبد الودود ولد عبــد الله (ددود)، الدور امتصاص ثمرة " الرســالي الذي قام به ســيدي اعمر الشــيخ بعــد وفاة شــيخه بـ لما أدرك المغيلي الموتُ قال " ؛ وذلك تعليقًا على رواية تاريخية تقول إنه " المغيلي لبنيه ومريديه قولته المشــهورة، وهي إحدى علامات الاســتخلاف عند المتصوفة: من كان منكم ملتمسًــا منّي نفعًا، فليلتمســه من هذا، فإنه احتوى على جميع ما " )، استمرت القادرية في 5( " عندي، وامتصني كما يمتص الآكلُ التمرة ويلقي بالنواة صعود متواصل مع الرقاديين الكنتيين، لكن المرحلة الحاسمة في تاريخ القادرية بل وفي تاريخ التصوف في غرب إفريقيا كانت مع بروز الشيخ سيدي المختار الكنتي، يمكن رد تيار التصوف المؤســس في الســودان الغربي إليه وهو المســؤول " الذي عن بذر بذور الطريقة القادرية التي ســجلت نجاحًا في كســب قلوب الناس على ، لقد تمت مأسســة التصوف الطرقي وتأهليــه للعب أدوار إصلاحية بالغة ( (( " يديــه الأهمية على يد الشيخ، سيدي المختار الكنتي، وهو التطور الذي تجاوز القدرية إلى فالمعتقد أن تأثير النموذج الطرقي الذي استقرت معالمه في " بقية الطرق الصوفية؛ عهد الشــيخ، ســيدي المختار الكنتي، قد تجاوز مريدي هذه الطريقة ليشمل أغلب العلاقات الثقافية والتجارية بين المغرب الأوسط والسودان الغربي في عهد ميخوت، د. بوداوية، ( (( م، قسم التاريخ، كلية الآداب 2006-2005 ، رسالة لنيل دكتوراه دولة في التاريخ، دولة بني زيان . 264 والعلوم الإنسانية، جامعة أبوبكر بلقايد، تلمسان الجزائر،ص تحولات التصوف عبر الصحراء من الزاوية الرقادية إلى المدرسة ولد عبد الله، عبد الودود، ( (( ، أعمال ملتقىعيون الأدب العربي، النسخة التاسعة، المختارية، الأدب المقاوم في القارة الإفريقية ، 1 دورة الشيخ سيدي المختار الكنتي، منشوراتجمعية النجاح للتنمية الاجتماعية، المغرب، ط . 326 م،ص 2018 إبريل/نيسان
211
Made with FlippingBook Online newsletter