. وكانت القوى الأوروبية قد أقامت ( (( " القــارة الإفريقية بما فيها البلاد الموريتانيــة مرافئ على الســواحل الأطلســية وعلى ضفاف نهر السنغال لتشجيع مبادلة العلك مع الســكان المحليين. وكان الحضور الأوروبي هذا على الســواحل بهدف جذب ، وخلال فترة الوجود الأوروبي على السواحل، كانت ( (( تجارة القوافل إلى المحيط بلاد السودان وحواضرها الكبرى مثل تنبكتو، في قلب الاهتمامات الأوروبية، نظرًا لموقعها الريادي في التجارة الصحراوية وفي المبادلات الثقافية والتجارية بين شمال إفريقيا وغربها. وبشــكل مبكر، بلور الشــيخ، سيدي المختار الكنتي، موقفًا شرعيّا من قضية الامتيازات التجارية الأوروبية وســلعها التي بدأت في التســلل إلى الأســواق في إذ وضع الشيخ، سيدي المختار الكنتي، " م؛ 18 الصحراء والسودان الغربي في القرن قاعدة التداول التجاري مع الكفار، وذكّر بأسس المعاملات في هذا المضمار..... ويمكن للباحث أن يســتنتج مما أورده، أن المبادلات التجارية مع غير المســلمين يجــب أن تقوم على شــروط معينة. والمعنى أن تلك العلاقــات موجودة ومباحة بالأساس ولكنها مشروطة بعدم مدّ الكفار بكل ما يمكن أن يوهن المسلمين، كبيع الحبوب والمواشــي، والموارد الأولية لصناعة الأسلحة في حين أن المسلمين في أشد الحاجة إليها. واتخذ موقفًا حاسمًا من الامتيازات التي قد يحصل عليها التجار النصارى أو الكفار، واعتبرها الأســاس -في حــال حصولهم عليها- في الإخلال بالتوازن الاقتصادي للبلاد في مرحلة أولى ثم الأدهى من ذلك أنها قد تصبح سببًا . ومع بدء الحملات الاســتعمارية كانت الصوفية ( (( " في الإخلال بالتوازن العقائدي في السودان الغربي واعية بالتهديد الجديد، وتصدت له ببسالة منقطعة النظير. المجتمع البيظاني في القرن التاسع عشر، قراءة في الرحلات ولد محمذن، د. محمدو، ( (( م، 2001 سنة 1 ، الرباط، منشورات معهد الدراسات الإفريقية، ط الاستكشافية الفرنسية . 23-22 ص . 94 ، مصدر سابق،ص تاريخ موريتانيا العناصر أساسية ولد السالم، ( (( . 289-288 ، مرجع سابق،ص المختار الكنتي الكبير الحمدي، أحمد، ( ((
216
Made with FlippingBook Online newsletter