الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

كبعض عمال الأمراء فينبغي لأحدهم بل يجب عليه أن يكون حصيف العقدة بعيد . ( (( " الغرة، لا يغضب في غير حق ولا يخاف في الله لومة لائم لقد فرض واقع مجتمعات الصحراء والسودان الغربي نفسه على رواد الطرق الصوفية، الذين وجدوا أنفســهم في مواجهة كم هائل من التحديات والتناقضات، تفرض على العلماء ورجال الإصلاح مواجهته وبلورة مقاربات إصلاحية تســتثمر العلم والفكر، والتربية والسياسة، لوقف التأثيرات السالبة لهذه التحديات، والتأسيس لأرضية يمكن من خلالها ترميم الإجماع الأهلي تمهيدًا للإصلاح السياسي. وكان العنوان الأبرز لذلك التوجه ترســيخ فكرة الاهتمام بالشــأن العــام، عبر مبادرات خلاقة لحفظ الأمن والاســتقرار وإغاثة الملهوف، وتعليم العلم، وحماية الضعيف ونصرة المظلوم، والأهم العمل على وصل المجتمع رأســيّا وأفقيّا وتسليك الأتباع فــي شــبكة صوفية ممتدة على طــول البلاد وعرضها، يتربــى أفرادها على تعاليم ورؤى وتصورات مشــتركة، مما من شــأنه أن يخلق كتلة إصلاحية عابرة لحدود القبائل والإمارات. كمــا أعطــت الطرق الصوفية عناية خاصة لإحيــاء الأرض من خلال غرس واحات النخيل وحفر الآبار في الفلوات، وتأسيس المدن، على نحو ما فعل الشيخ، في الغرب " أبي تلميت " ســيديا بن المختار بن الهيبة الانتشــائي، الذي بنى مدينة في " تندوف " الموريتاني، ومحمد المختار ولد بلعمش الجكني، الذي أسس مدينة منطقة الحمادة في الغرب الجزائري، والشيخ ماء العينين ولد الشيخ محمد فاضل، الذي أســس مدينة الســمارة في الصحراء الغربية، والشــيخ سيدي المحمد الكنتي في منطقة الزمور في الشمال الموريتاني، " بئر أم قرين " الصغير، الذي أسس مدينة نزل على بئر أم قرين وحفرها وحفر " حيــث يقول عنه صاحــب جوامع المهمات: . ( (( " العيون وغرس النخل نفس الإحالة السابقة. ( (( ، تحقيق جوامع المهمات في أمور الرقيبات ابن عبد الحي، محمد سالم بن الحبيب بن الحسن، ( (( . 87 م)،ص 1992 وتقديم مصطفى الناعمي، (الرباط، المعهد الجامعي للبحث العلمي،

219

Made with FlippingBook Online newsletter