- المقاربة الصوفيةفي المجتمعات السودانية (بناء الدولة) 2 ظل السودان الغربي يعيش حالة فراغ سياسي منذ سقوط دولة السنغاي القوية م، وقد شــكّل هذا الفراغ هاجسًــا مقلقًا للمصلحين السودانيين على 1591 ســنة م على يد 18 الــدوام، وكانــت حركة الإصلاح والتجديد التــي ازدهرت في القرن عدد من الرواد من بينهم الشــيخ ســيدي المختار الكنتي الكبير والشيخ جبريل بن عمر الأقدسي والشيخ عثمان بن فودي، تطمح لإنهاء حالة الفراغ السياسي وانتشال السودان الغربي من حالة الانهيار الحضاري، وقد تحققت هذه الجهود والآمال بقيام دول إســ مية في أجزاء مختلفة من الســودان الغربي، وهذه الدول الثلاث أسسها علماء متصوفة. أ. الدولة الفودية (الخلافة السوكتية): مع نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، شهدت دويلات الهوسا وأجزاء كبيرة من الســودان الأوســط حركات ثورية إســ مية تجديدية تحت قيادة م). لقد نجحت حركة الشــيخ، عثمان 1817 الشــيخ عثمان بن فودي (توفي ســنة بن فودي، التجديدية نجاحًا عظيمًا في منطقة غرب إفريقيا، ومن النتائج المباشــرة لجهاد الشــيخ، قيام دولة إســ مية على منطقة شاسعة مترامية الأطراف، تمتد من حدود نيجيريا الشــمالية الغربية إلى حدودها الشــمالية الشــرقية، وتضم أجزاء من الكاميرون وتمتد جنوبًا حتى ولاية كورا المتاخمة لغرب نيجيريا. لقد استمرت هذه م، وجاءت نهاية هذه 1903 إلى سنة 1800 الدولة لمدة مئة عام تقريبًا، أي من سنة الدولة الإسلامية على أيدي المستعمرين الإنجليز الذين حكموا البلاد بالحديد والنار ، وتشير كتابات سلاطين الدولة السوكتية إلى الأبوة الفكرية والروحية ( (( 1903 سنة ضياء السياسات وفتاوى النوازل: مما هو من فروع الدين من ابن فودي، عبد الله بن محمد، ( (( ، تحقيق وتقديم: أحمد محمد كاني، الطبعة الأولى. القاهرة، الزهراء للإعلام العربي، المسائل . 7 م،ص 1988 هـ/ 1408
220
Made with FlippingBook Online newsletter