الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

أنهم إذ تقطع عليهم معونة جهاد ونحوها وتأمر بأخذها ولم يأخذ منهم غيرها، ولم يزد فيها على ما قطعت لكانت أنفسهم بأدائها طيبة وفي إعطائها راغبة، هذا ما اتفق لي عليه كلهم أو جلهم، ولكنها معونات في معونات ومؤونات إلى مؤونات وأنت غير مطلع على أمرها، فأحرجهم ذلك وضيق عليهم حتى هَمّ أكثرهم بالهرب فأعن أعانك الله... ومع ذلك، فهم عمار البلد.. وعبار البعد بين الأقاليم الشــتى، وقوة . ( (( " ناموس الإسلام والقوام بكفاية فرض التجارة للقوام د- الحريــة الاقتصاديــة: ومــن مظاهر التأثر بفكر رائد فلســفة العمران، ابن خلــدون، الإيمان بمبدأ الحرية الاقتصادية، حيث على الدولة الامتناع عن التدخل في شؤون التجارة وما يتعلق بها من نشاط اقتصادي وهو ما انتقده بقوة ابن خلدون وبيّن مخاطره على العمران. لقد عبّر الشــيخ، ســيدي المختار الكنتي الصغير، عن لإخضاع الاقتصاد، وقد كتب " دولة ماسينا " قناعته بالحرية الاقتصادية وخطأ توجه وتقويمه بأوضع قيمة وأبخسها، " لرئيس الدولة، الشيخ أحمدو، شخصيّا في ذلك: يعمــد إلــى رفيع الســلع الثمينة التي لا نظير لها في الإقليــم، فيزهد فيها بالتقويم وتحــط عــن ثمنها المعلوم من المئات إلى الآحاد والعشــرات، على خلاف الأمر المتعارف من إعطاء الأشياء حقها بإحضار أهل المعرفة والعلم والدين، حتى تتقرر الأعيــان وتتخــذ القيم والأثمان فتوقع حينئذ الحدود وتعرف الطرق، وأما غير هذا الوجه من الاستبداد بمثل تقويم هذا المال دون إحضار عراف عدول، فعنوان تقصير . ( (( " وغبن كبير من هنا، كانت دعوته إلى رفع دولة ماســينا يدها عن الاقتصاد القائم أساسًــا على التجارة، وإفساح المجال أمام التجار وأصحاب الخبرة في التنمية الاقتصادية، ليقوموا بدورهم كامً في عمارة البلاد من دون مضايقة ولا تدخل من الدولة التي لها الحق في المقابل في فرض رســوم عادية تدفع لها وفق مواقيت زمنية معلومة

. 11 نفس المصدر السابق،ص ( (( . 52 نفس المصدر السابق،ص ( ((

225

Made with FlippingBook Online newsletter