. وضايقت الســلطات الفرنســية الشــيخ أحمدو بمبا " مدارس النصارى " باعتبارها مؤســس الطريقة المريدية في الســنغال ونفته مرتين إلى الكابون ثم موريتانيا بعد توجسها من سرعة تزايد أنصاره. ولا تقتصر الجوانب السياسية في تاريخ الطرق الصوفية في غرب إفريقيا على هذا النموذج الجهادي الساعي لإقامة دول إسلامية أو المقاوم للاستعمار، بل نجد نموذجا سياسيا آخر يؤكد اختيار المشاركة السياسية وإن كان موقفا مهادنا للسلطات وللمستعمر، يمثل هذا النموذج مواقف الشيخ سعد بوه ولد الشيخ محمد فاضل (توفي م) 1924 يناير/كانون الثاني 8 م)، والشيخ سيديا بابا (توفي 1917 يوليو/تموز 12 هـ) في 1922 م- 1855 وكلاهما في جنوب غرب موريتانيا، والحاج مالك ســي ( السنغال الذي أقام علاقات مع الإدارة الاستعمارية، وتعبّر إحدى الوثائق التي هي ...(أوصيكم) أن توافقوا " عبارة عن مقال في شكل بلاغ للناس عن هذه الفلسفة: الدولة الفرنساوية لأن الله تعالى خصهم بنصر وفضل ومزية وجعلهم سببا في صون دمائنــا وأموالنا، ولذلك وجب علينــا أن نتأدب معهم.. ولا تضجروا مما يأخذونه ، والمشايخ الطرقيون من ( (( " منكم لأن ذلك عند من استعمل العقل إعانة لا غرامة!.. جمعية العلماء المسلمين في جهدها الإصلاحي " خذلوا " التجانيين في الجزائر الذين والمقاوم قاموا بذلك انطلاقا من تقدير سياسي. للطــرق الصوفية في غرب " ثوابت سياســية " مــن الواضح أنه ليســت هناك إفريقيا، ولا أدبيات موجّهة تعتبر التداول السياســي اليومي أمرا يجب أن ينزه عنه لم تقف - تاريخيا- موقفا واحدا من الظواهر التصــوف، كمــا يظهر أن هذه الطرق ، بل إن فروع ومشايخ الطريقة الواحدة سلكت والإشكالات السياسية في مجتمعاتها المسلك ونقيضه في التعامل مع السلط السياسية، كما هو الحال في الطريقة القادرية في فرعيها البكائي والفاضلي، وكما هو الحال في الطريقة التجانية ممثلة في الحاج عمر تال بن سعيد الفوتي وكذلك الحاج مالك سي. م، نقلا عن خديم محمد سعيد مباكي، مرجع 1913 سبتمبر/أيلول 6 صحيفة السعادة المغربية، ( (( . 69-68 سبق ذكره، الصفحات
232
Made with FlippingBook Online newsletter