الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

ثانيا: الصوفيةفيغرب إفريقيا.. المواقع والمواقف السياسية اســتجلاء للموقع فــي المنتظم السياســي لبلدانها، وللوقــوف على أدوارها السياســية يحســن بنا الوقوف على علاقة هذه الطرق بالسلطة ومستوى مشاركاتها السياسية في الحكومات والانتخابات، وكذا موقفها من بعض القضايا السياسية، بما في ذلك موقفها من العلاقة بالمنظومة الغربية واستراتيجياتها في البلدان الإسلامية. ففي المغرب مثلا وجدت بعض الطرق التي حاولت أن تقوم بأدوار سياسية على غرار الأدوار الإصلاحية التي عرفها تاريخ المنطقة، إلا أن السياسة التي اتبعتها المملكة والتي حرصت على تحييد التصوف في العقود الأولى بعد الاستقلال جعلت هذه الطرق تكتفي بلعب أدوارها التربوية الفردية كما هو حال الطريقة البودشيشية وهي من أكثر الطرق الصوفية انتشارا في المغرب، ومع ذلك فقد وجدت حالات حاول من خلالها فاعلون صوفيون ممارســة السياســة فمثلا سعت الطريقة الكتانية م ولم يسمح لها بذلك، وهو نفس 1984 إلى تقديم مرشحين باسمها في انتخابات م ولاقت محاولتُها المصيرَ نفسَه. 1997 ما قامت به الزاوية الريسونية في انتخابات م، وعلى إثر تفجيرات الدار البيضاء التي كُشــف عن 2003 ومنذ مايو/أيار تورط ســلفيين جهاديين بها، أعلنت المملكة عن استراتيجية إصلاح الحقل الديني والتي ســعت إلى الإدماج السياســي للتصوف وهو ما جعل عديد الطرق الصوفية تنخــرط في الاســتراتيجية الدينية الجديدة التي اعتمدتهــا الدولة منذ تلك المرحلة والتي يراد منها مواجهة الإســ ميين -وخصوصا التيارات السلفية- بأدوات دينية، م، إذ هناك 2003 وهي الاســتراتيجية التي يمكن القول إنهــا انتهجت قبل إعلانها م، منهــا تعيين وزير جديد للأوقاف والشــؤون 2002 مؤشــرات على ذلــك منذ الإســ مية أحمد التوفيق نفس هذه السنة ضمن حكومة إدريس جطو، وهو الوزير سبتمبر/أيلول 11 المعروف بانتمائه إلى الطريقة البودشيشية، والراجح أن هجمات م هي المحرك لتلك السياســات، بل يرى الباحث محمد ضريف أنها كانت 2001 فالاســتراتيجية الدينية " منتهجة منذ بزوغ نجم الحركات الإســ مية في الثمانينات م هي 2003 مايو/أيار 16 المســماة جديدة للدولة، التي أعلن عنها بعــد أحداث

234

Made with FlippingBook Online newsletter