الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

...وهيهات هيهات فلأهل الشريعة والحقيقة " بين الإسلاميين والمتصوفة ثم يقول: من التبصر والاعتبار بالتاريخ القريب والبعيد، ما يجعلهم يفوتون الفرصة على من يصطادون في الماء العكر، ويريدون باســم تصوف خلوي محايد تصوفا غارقا إلى النخاع في أسوء أنواع السياسة؛ أي سياسة قائمة على النزاع والشقاق وتوجيه سهام . ( (( " المتصوف إلى الفقيه، وصاحب الحقيقة إلى صاحب الشريعة، والعكس بالعكس وفي مالي تســود علاقة حسنة بين الطرق الصوفية والإسلاميين، وهي علاقة تمت مأسســتها من خلال المجلس الإســ مي الأعلى الذي يرأسه محمد جيكو، وهو سلفي إصلاحي نجح في توحيد الساحة الإسلامية تحت مظلة هذه المؤسسة التي تُعنى بكل الشؤون الدينية ورئيسها برتبة وزير، وينوبه عثمان مدان حيدرا زعيم طريقة أنصار الله الصوفية، وتُمثَل فيه بقية التشــكيلات الإسلامية والطرق الصوفية (الحموية، القادرية، التجانية، وجماعة أنصار الله). ومن تجليات هذه العلاقة حضور م) الذي 2016 الزعيم الإسلامي محمد جيكو للموسم الصوفي قبل الأخير (خريف تقيمه طريقة أنصار الدين سنويا، وزيارته لضريح والد زعيمها، مما أثار عليه انتقادات الساحة السلفية، وتشترك التشكيلات الإسلامية والطرق الصوفية في عضوية روابط الأئمة والعلماء في مالي، وهذه الوقائع وغيرها تؤكد الحالة الاستثنائية من التعاون التي تطبع العلاقة بين الصوفية والإسلاميين في غرب إفريقيا. ثم إن مجالات التعاون والتوافق حدثت أيضا في بقية البلدان، حينما هُددت " الإسلامي " الهوية أو العقيدة الإســ مية بشــكل واضح فالتحمت مواقف الشارع والصوفي حماية لتشريع الأسرة مثلا أو وقوفا أمام موجة مس بالمقدسات أو دعما لقضية القدس وفلسطين.

يونيو/ 10 ، موقع مغرس، فصل المقال فيما بين التصوف والسياسة من اتصال يتيم، محمد، ( (( م): 2020 فبراير/ شباط 30 م، (تم التصفح في 2004 حزيران https://www.maghress.com/attajdid/1501

242

Made with FlippingBook Online newsletter