الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

- المسألة الثانية التي تخالف فيها الأطروحة الحموية هي: صلاة القصر أو القصر في الصلاة. فعند عودة الشيخ حماه الله إلى انيور من سجنه الذي قضى فيه حدود عشــر ســنوات بدأ يُقصّر صلاتَه، وقد كانت هذا الخطوة مُوَجّهَةً بالأســاس للمستعمر الفرنســي، وتحمل دلالات سياسية وليست مجرد مسألة دينية. فإذا كان القصر في الصلاة في الشريعة الإسلامية يشرع في حالتيْ الســفر والجهاد فإن الشــيخ حماه الله كان يعني هذه الحالة الأخيرة بالذات. وقد أشار في ذلك لأتباعه فنبّههم إلى أن البلاد لا يتوفر فيها الأمن وأنها في حالة خوف دائم في ظل المستعمر الفرنسي. ومــع أن هــذه الخطوة كانت من أجل مواجهة ظرف سياســي معين، إلا أنها اكتسبت عند بعض الحمويين صفة التأبيد، فلم يتركوا القصر في الصلاة بعد زاول أسبابه، وهي وجود المستعمر وانعدام الأمن. بل ما زالوا يقصرون الصلاة حتى يوم الناس هذا، ولا يقيمون صلاة الجمعة. - والمسألة الثالثة هي ما يمكن أن نطلق عليه ميثولوجيا الغائب المنتظر. حيث يعتقد الحمويون أن الشيخ حماه الله -الذي اعتقله المستعمر الفرنسي سنة م لم يمت، وإنما هو غائب 1943 م وأعلن وفاته في مونليسون سنة 1941 وسيعود وهم بانتظاره. وفي مقابلة لزعيم الطريقة الحالي ولد الشيخ حماه م أكد على تمســكهم بفكرة 2013 الله مع قناة الســاحل الموريتانية ســنة . ( (( عودة أحمد حماه الله، وقال: إن هذا هو المعتقد الرسمي للحموية وفكرة الغيبة مستوحاة من فكر الشيعة الإمامية التي ترى هي الأخرى أن محمد بن الحســن العســكري اختفى في الســرداب، وأنه هو الإمام المنتظر الذي سيملأ الأرض عدلا وقسطا بعد عودته. ، منشورات 11 برنامج لقاء الساحل مع الشيخ محمدو ول شيخنا أحمد حماه الله، عند الدقيقة ( (( : 2019 يناير 22 ، تم الاستماع في 2013 يوليو 14 موقع بلوار ميديا بتاريخ https://www.youtube.com/watch?v=A54upCEg_1g

59

Made with FlippingBook Online newsletter