117 |
بالمســجد والكنيســة مرورًًا بمكان العمل والنظام التعليمي، وهي جميعها مؤسسات تُُســهِِم في تأطير تلقي المرء للأحداث والأفكار وفهمه لها وســلوكها إزاءها. ومن الأمثلة على السرديات العامة المُُشََك ِِّلََة للوعي الجمعي هناك السردية الصهيونية التي كانت حربًًا بين دولة ناشئة هاجمتها سبع دول 1948 تبني أطروحتها على أن حرب الثقافة " ). ولقد بيََّن إدوارد ســعيد في كتابه: 37 أكبر منها فهزمتها بالعزم والتصميم( الحكايــات تقع في قلب ما يقول المستكشــفون والروائيون عن " أن " والإمبرياليــة س ـ َْتَع ْْم ََر ََة؛ �ُُ )، وهو هنا يقصد الســرديات العامة تجاه المناطق الم 38 ( " المناطق الغريبة حيث كانت تلك الســرديات تؤدي دورًًا غير منكور في العملية الاســتعمارية برمتها. ولا شك أن ما يُُقال عن الروائيين، ووصفهم للمناطق الغريبة، ينطبق على الصحفيين والمترجمين. أما في مجال الترجمة والاتصال، فإن السرديات العامة تضطلع بشأن فعََّال، سواء في عملية اختيار ما يُُترج ََم وما لا يُُترج ََم وما يُُنقََل وما لا يُُنقََل. ففي الغرب، على سبيل المثال، تقضي السرديات العامة على دور النشر بألا تُُترجِِم من العالم العربي إلا ما اتََّفََق مع السرديات الغربية عن العالم العربي أو عن الإسلام. فمن الأعمال الروائية العربية أو غيرها ما تُُرج ِِم من العربية إلى الإنجليزية ليس لأسباب فنية أو معرفية بقدر ما كانت الترجمة لأســباب تتعلق بالســرديات العامة الغربية. فأي كتاب يُُعم ِِّق فكرة الشــرق الحسي أو الكســول أو القابع تحت نير الخرافات أو القامع للمرأة قد يجد طريقه إلى الترجمة والنشــر في الغرب. ومثل هذا منطبق في حالة الأخبار، فالشــرق ا ًا مسرح للأخبار الغرائبية وليس للفعل الإنساني بكل أبعاده، ولهذا تُُعنى الصحف مثل تغطية " بالأخبــار الغريبــة عن العالم العربي، كما بيََّن أيض ًًا إدوارد ســعيد في كتابه: ؛ إذ إن النظر إلى البشــر بوصفهم أقل بشرية أمر ليس " الإسلام في وســائل الإعلام بمُُسْْتََنْْكََر. ثالثًًا: سرديات أفهومية .) 39 ( " حكايات وتفسيرات يعتنقها الباحثون بشأن مادة بحثهم ويبث ُُّونها لغيرهم " وهي وتكمن قوة هذه الحكايات في قدرتها على تشييد المؤسسة والحفاظ على تماسكها، وكذلك في قدرتها على التوجيه نحو الفعل. ولكن هذه السرديات لا تعمل بعيدًًا عن ). وكثير من السرديات الأفهومية وجدت طريقها إلى 40 السرديات الشخصية والعامة(
Made with FlippingBook Online newsletter