| 118
السرديات العامة كآراء المستشرقين في الشرق، ورأي الباحثين الغربيين، على سبيل المثال، بأن الديمقراطية لا يمكن أن تنجح في الشرق الأوسط لأسباب تتعلق بطبيعة ساكني تلك المنطقة. وربما يمكن القول: إن أخطر مفاعل السرديات هي السرديات ا في التََّشََك ُُّل، لكن أثرها كبير؛ لأن الناس في الغالب الأفهومية التي تأخذ وقتًًا طويلًا تثق في قدرة المتخصصين على الحكم على الأشــياء والأحداث والأفكار والبشــر. ولئن اضطلعت دور النشر والجامعات والباحثون بالسرديات الأفهومية، فإن الإعلام يتولى تحويل تلك الســرديات إلى سرديات عامة مما يجعل عملية التغيير في الرأي العام الغربي عسيرة، لاسيما إذا انتقلت تلك السرديات إلى أن تكون جزءًًا من سردية ا . كبرى، كسردية الحرب على الإرهاب مثلًا رابعًًا: سرديات كبرى ابة التي الغل َّا " السرديات المُُسََيْْطِِرََة " ) السرديات الكبرى بـ 41 ِف سومرز وغبسون( ّ �ِ تُُعر تلف حياة الناس في كل أنحاء المعمورة، مثل: ســردية التقدم، وســردية التصنيع، وسردية التنوير. ويمكن للسردية الكبرى أيض ًًا أن تكون ثنائية التكوين الضدي، مثل: ســردية الرأسمالية مقابل الشيوعية، والفرد مقابل المجتمع، والبربرية مقابل التََّمََد ُُّن. وترى بيكر أن من أبرز الأمثلة على الســرديات الكبرى في الوقت الراهن ســردية ) التي تُُؤثر في حياة كل فرد على وجه الأرض الآن لما 42 الحــرب علــى الإرهاب( تتمتع به من دعم من قِِبََل القوى الكبرى التي تُُروِِّجها. وتتضح قوة هذه السردية إذا ما وُُس ِِم شخص أو جماعة بعلامة الإرهاب؛ إذ لا ينفك مُُلْْتََهِِبًًا بنار ذلك الوسم حتى لو كان منه براء. ومن هنا، تركيز الإعلام الغربي على وضع المقاومة الفلسطينية في هذا الإطار لتسهيل عملية نزع الشرعية عنها، ومن ثم نزع صفة المدنية عن كل ما له ) War on terror ( " الحرب على الإرهاب " صلة بها. وترى بيكر أن استخدام وََسْْم ) المســتخدمة في الوسم أسرع Terror تركيب مقصود من الناحية الخطابية. فكلمة ( ) التي قد تُُشير إلى فعل Terrorism انتشارًًا، وأكثر تجريدًًا وتأثيرًًا من الكلمة الأخرى ( ) حالة ذهنية، كما ترى بيكر، وبهذا Terror منفصــل من أفعال الإرهاب. فالأولــى ( فوقعها في نفس المتلقي أكبر. ولعل هذه السردية من أ كثر السرديات التي اعتمدت عليها إســرائيل في نزع صفة المدني عن الفلســطينيين؛ مما جعل قتلهم وتشريدهم وإبادتهم أمرًًا مستساغًًا؛ لأن آلة الدعاية الإسرائيلية جهدت في تأطير حربها الضروس
Made with FlippingBook Online newsletter