131 |
من قرارات الأمم المتحدة التي تدافع عن حقوق الفلسطينيين؛ إذ يتسم تعاطي وسائل الإعلام الغربي مع هذه القرارات وغيرها بالتجاهل، أو التغطية الباهتة؛ مما يُُقلِِّل من أثر هذه القرارات على الأرض. ومن هنا، تنشــأ فجوة بين سرديات منظمات حقوق الإنسان الدولية والباحثين في مجال حقوق الإنسان، أي السرديات الأفهومية، وبين ســرديات المؤسســات الإعلامية الكبرى في الغرب، أي السرديات العامة والكبرى. ، " منظمــة العفو الدولية " و " هيومن رايتس ووتش " ففــي حين تبذل منظمــات، مثل جهودًًا في توثيق وإدانة الانتهاكات الإســرائيلية لحقوق الإنسان الفلسطينية، ما فتئت تقاريرها تتعثر في طريقها إلى الجمهور أو الفاعلين، مما يحد من تأثيرها في الإدراك العــام والسياســة. إن تأثير القــوى العظمى، وخاصة الولايــات المتحدة الأميركية، والأنظمة العالمية، مثل الرأســمالية، بالإضافة إلى تأثير المنافذ الإعلامية التي تنشط ضمــن ســرديات هذه الجهــات الفاعلة، يؤدي إلى تفاقم هذا الوضع؛ إذ يُُشــجعها دعمها الواضح لإســرائيل على مواصلة سياســاتها الإبادية، ابتداء بالحيونة والشيطنة في السرديات العامة وانتهاء بنزع صفة المدني في السرديات الأفهومية. خاتمة إن الدعم الذي تتلقََّاه إســرائيل بأشــكاله المختلفة (العسكري والمالي والدبلوماسي والإعلامي...) من الدول الغربية وبعض القوى الدولية غالبًًا ما تنتج عنه ســرديات تُُقلِِّل من شــأن معاناة الفلســطينيين أو تُُش ََرْْعِِن الإجراءات الإسرائيلية. وينسحب هذا على وسائل الإعلام التي يُُفترض أن تُُسهِِم في تشكيل الرأي العام ومحاسبة السلطة ومناصرة حقوق الإنسان. ويُُسلِِّط النقاش الضوء على الأساليب التحريرية التي تتبنََّاها وســائل الإعلام الغربي عادة فيما يتصل بمعاناة المدنيين الفلســطينيين. صحيح أن هذا الإعلام قد يُُقدِِّم حقائق، ولكن دون سياق ودون عمق. وفي حين تعمل وسائل الإعلام نظريًًّا رافعة لحقوق الإنسان، فإن تصوير وسائل الإعلام الغربي للفلسطينيين غالبًًا ما يكون قاصرًًا ولا يُُسهِِم في إحقاق الحقوق الفلسطينية. وبدلا من ذلك، يعمل هذا الإعلام على استدامة السرديات التي ت ُُبر ِِّر أو ت ُُش ََر ْْع ِِن الإجراءات الإسرائيلية ضد أو حتى " دروعًًا بشــرية " أو " غير مدنيين " الفلســطينيين الذين يتم تقديمهم بصفتهم ، وبهذا لا يستحقون الحماية الإنسانية الكاملة بموجب " بشرًًا دون المستوى الإنساني " القانون الدولي الإنساني.
Made with FlippingBook Online newsletter