| 146
.) 6 تحليل المعنى الكامن، وأداة تحليل القوى الفاعلة، وأداة تحليل الأطر المرجعية( ولكن الســؤال الذي يبرز في ســياق دراســة الخطاب الإعلامي الإســرائيلي خلال الحرب على غزة: هل يمكن أن يصل الخطاب الإعلامي إلى مســتوى الدعوة إلى العنف أو الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني؟ ) Laura A . Jonas ) ولورا جوناس ( Angela Hefti تجيب الباحثتان أنجيلا هافتي ( ) في بحثهما حول دور الإعلام في الإبادة الجماعية في رواندا عن هذا الســؤال 7 ( بالقول: إن الأمر يتعلق بالطريقة التي يجري من خلالها التعبير عن التصريحات التي تصدر عن الجهات الرســمية. وتُُحد ِِّد هذه الطريقة مدى مســؤولية وسائل الإعلام. وترى الباحثتان أن أي دعوة مباشــرة أو غير مباشــرة، مثل الإيحاء بالدعم للعنف أو الكراهيــة فــي الخطاب، لا تُُبر ِِّئ وســائل الإعلام من تلك المســؤولية. وتتمثََّل خطورة هذا الخطاب في أن الأســاليب المذكورة تُُســهِِم في خلق حالة ذهنية عامة أدوات إقناع " لدى الجمهور، يكون العنف نتيجة متوقعة لها؛ إذ تُُعد وسائل الإعلام . " وخلق حالة ذهنية تجعل عمليات القتل مقبولة لدى الجمهور . استدعاء الأيديولوجيا والتاريخ في الخطاب الإعلامي الإسرائيلي 2 يمكن إدراك الإطار العام للخطاب الإعلامي الإســرائيلي، والأســس التي قام عليها أيض ًًا نظام الإعلام الإسرائيلي، من خلال رصد عدد من المظاهر التي تكشف تطرفه وانفصامه عن القيم المهنية للعمل الصحفي. إن ظهور الصحفي داني كوشمارو على ا بندقية، وظهور المذيعة ليتال شيمش، وهي تضع الإسرائيلية حاملًا 12 شاشة القناة الـ ، 14 سـ ًا خلف ظهرها داخل الأســتوديو أثناء تقديمها نشرة الأخبار على القناة � مسد ومواقــف أخرى كثيرة، تؤكد اصطفاف الصحفيين إلى جانب المؤسســة السياســية والعســكرية. وقد تجاوز الأمــر منظور التماهي مع هاتين المؤسســتين، وتبنََّى هذا الإعلام منظور حجب صور الدمار والمجازر والدماء والأشلاء في غزة عن الجمهور الإسرائيلي، ومؤشرًًا آخر " التطرف الإعلامي " الإسرائيلي، ويُُعد ذلك نتيجة حتمية لـ " الغارديان " ). وتؤكد صحيفة 8 على انخراط الإعلام الإسرائيلي في الحرب على غزة( ) البريطانية ذلك بالقول: إن نقادًًا صحفيين يُُبيِِّنون أن التغطية التي 9 () the Guardian ( ا بشكل خطير عن بقية تتجاهل محنة الفلســطينيين تترك الجمهور الإسرائيلي منفصلًا
Made with FlippingBook Online newsletter