العدد 5 – يناير/كانون الثاني 2025

| 152

اقتصاديًًّا وسياسيًًّا في المنطقة. وقد بُُذلت جهود كبيرة لإنجاز عملية التطبيع، وكانت على وشك الحدوث لولا هجوم السابع من أكتوبر الذي عط ََّل تلك الجهود، ووضع الجميع في موقف حرج. استمرت إسرائيل في التطلع لإنجاز هذه العملية مع السعودية حتى في ظل الحرب من خلال تكرار ذلك في الخطاب الإعلامي؛ إذ تحتاج إســرائيل إلى تعزيز مكانتها وتحسين صورتها في ظل مشهد المجازر والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني التي طغت على المســتوى العالمي من خلال مواقــع التواصل الاجتماعي. وليس هناك معسكر " أفضل من تقديم صورة عن الاحتلال باعتباره الدولة المقبولة عربيًًّا في سياق الذي يضم عددًًا من الدول العربية وإســرائيل. وتبدو معالم هذه الصورة " الاعتدال ) الذي يعرض خطة نتنياهو لمرحلة ما بعد الحرب 15 ( " جيروزاليم بوست " في تقرير تدمير حماس وتعزيز العلاقات الســعودية: رؤية آيزنكوت لإسرائيل ما بعد " بعنوان: للحرب، وتلكؤ القيادة السياسية الإسرائيلية في " اليوم التالي " . إن إشكالية " الحرب الإجابة عن هذا الســؤال لم يكن ســببه غياب الرؤية، بقدر ما كان يمثِِّل هروبًًا من المواجهــة مع العالم برؤية صادمة، يمكن أن تُُدخل دولة الاحتلال الإســرائيلي في صراع سياســي مع المجتمع الدولي، إلا أن إصرار الولايات المتحدة على ضرورة تقديم تصور إســرائيلي لتلــك المرحلة دفع رئيس الوزراء الإســرائيلي، وعددًًا من ، تتمثََّل في السيطرة العسكرية الكاملة لدولة الاحتلال " مروعة " القيادات، لتقديم رؤية للاحتلال من دول عربية " الوكلاء " على قطاع غزة، وإدارة القطاع عن طريق عدد من ؛ لأنها تخالف كل التوقعات الأميركية " المروعة " وقــوات دولية. وتُُوص ََف الرؤيــة بـ ا أو إجابات للأســئلة والأوروبية والعربية، وتمثِِّل تعميقًًا للمشــكلة، ولا تُُقد ِِّم حلولًا المتعلقة بإنهاء الاحتلال وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه الوطنية والإنسانية. ؛ إذ تريد إسرائيل تحقيق هدفين يحملان " الاستعلائي " ويمكن وصف هذا الخطاب بـ تناقضــات صارخــة، هما: القضاء علــى حماس (الحرب)، حتى لــو اقتضى الأمر الاســتمرار في قتل المدنيين وتدمير كل مظاهر الحياة في غزة، وفي الوقت نفســه إنجاز عملية التطبيع (السلام) مع السعودية وما تبقََّى من الدول العربية. وينسجم هذا الأمر، بطبيعة الحال، مع اتجاه الرؤية الإسرائيلية التي لا ترى أن هناك شعبًًا فلسطينيًًّا تدمير حماس وتعزيز العلاقات " يسعى إلى التحرر من الاحتلال. إن استخدام عبارة

Made with FlippingBook Online newsletter