العدد 5 – يناير/كانون الثاني 2025

| 154

، والســعي لأن تقوم دول أخــرى وجيوش عربية وأجنبية بالمهمة " تصدير الأزمة " بـ بالوكالــة عــن دولة الاحــتلال. فهو يُُقد ِِّم تصورًًا لا يُُرى فيه ســوى الإســرائيليين ومصالحهــم ووجودهم، وتخرج كل الأطراف الأخرى من هذا الإطار، بل وتُُوظ ََّف تلك الأطراف لخدمة أهداف الإســرائيليين فقط. وتســعى إســرائيل إلى تسويق هذا التصور من خلال الإيحاء بأن كل الأطراف المذكورة (الخاضعة لهيمنة إسرائيل وفق ما يُُشير إليه خطابها) تقف في معسكر واحد في مواجهة إيران وأذرعها في المنطقة، وضمنها المقاومة في غزة. ويتحدث الوزير الإســرائيلي بالأســلوب التقليدي نفسه المتمســك بلهجة التفوق والتفرد في رسم ملامح المرحلة " الاســتعلائي/المهيمن " القادمة، وإنكار وجود طرف آخر يمكن أن يكون له دور في أي مستقبل، بل وكأن دول العالم، وعلى رأسها الدول الحليفة لإسرائيل، مثل الولايات المتحدة، أو الدول التي يفترض أن يكون لها دور في غزة وفق الرؤية الإسرائيلية، مثل مصر والإمارات والســعودية، ســتكون جزءًًا من الخطة الإسرائيلية دون أن تُُشارك في وضعها أو أن يكون لها رأي فيها. ومما يزيد موقف إسرائيل حدة، بالإضافة إلى تعثرها في الحرب على غزة، هو مواقف دول العالم (منفردة أو من خلال منظمة الأمم المتحدة)، ومواقف شخصيات وازنة حليفة لها، والتي تناقض سياســة الحكومة الإســرائيلية في الحرب على غزة. فقرار ، 2024 مجلــس الأمن بوقف إطلاق النار، في الخامس والعشــرين من مارس/آذار )، وكذلك تصريحات 16 عضوًًا، وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت( 14 بتأييــد أبرز المؤيدين لإســرائيل في الكونغرس الأميركي، السيناتور تشاك شومر، في الرابع )، كان له 17 ، التي انتقد فيها نتنياهو وسياســته بشــدة( 2024 عشــر من مارس/آذار أثــر كبير في تعنت إســرائيل وغضبها تجاه هذين الموقفيــن، ورفضهما، في صورة تتخذ شــكل الاستعلاء والتشنج ورفض الخضوع لأية قرارات دولية. فقد كتبت يارا ا شديد اللهجة ) مقالًا 18 ( " جيروزاليم بوســت " ) في صحيفة Yaara Segal ســيجال ( ضد مجلس الأمن، وتشاك شومر، وكذلك ضد مصر وقطر. واعتبرت أن قرار مجلس الأمــن بوقــف إطلاق النار، وموقف الولايات المتحدة بعدم اســتخدام حق النقض (الفيتو) الذي ســمح بتمرير القرار، هو قرار معاد لإسرائيل، ويخدم حماس وإيران، ويمنع إطلاق ســراح الإســرائيليين من غزة، في اتهام مبط ََّن لأميركا بالجهل لخدمة من خلال عدم اســتخدامها للفيتو. وترى الكاتبة أن شومر، وكذلك مصر " الأعداء " وقطر، يخدمون حركة حماس، ولا يشعرون بمدى الألم الذي تسبب به هجوم حماس

Made with FlippingBook Online newsletter