العدد 5 – يناير/كانون الثاني 2025

161 |

في إســرائيل بضرورة عدم استخدام هذا الأسلوب، لأنه يُُعفي الأطراف المتهمة من المسؤولية تجاه ما يحدث. وترى كرامر أن حماس تتحمل المسؤولية الكاملة لقيام . وتُُبيِِّن " تتخذ من المدنيين دروعًًا بشرية " إســرائيل بارتكاب المجازر في غزة؛ لأنها أن من الخطأ تجريد حماس من الإنسانية؛ لأن ذلك يُُعفيها من المسؤولية. كما ترى أن تجريد إســرائيل من الإنســانية يضر بها، ويعطي ذريعة لدول العالم والمنظمات الدولية لعدم تقديم المساعدات لها. وعلى الرغم من أن هذا الخطاب اســتخدم البعد الإنساني بأسلوب يخاطب العقل، وأن ظاهره هو الدعوة إلى الالتزام بالمعايير الإنسانية في التعامل مع أطراف الصراع ، إلا أن نمط هذا الخطاب يسعى لإقناع الرأي " التجريد من الإنسانية " ونبذ أسلوب ، وأن حماس تســتدرجها وتضطرها لقتل " الارهاب " العام بأن إســرائيل تُُعد ضحية المدنييــن وارتــكاب المجازر بحقهم. إن هذا الخطاب يُُبرِِّئ إســرائيل بالكامل من المجــازر والفظائــع التي ترتكبها في غزة، ويحاول إقنــاع الرأي العام الغربي لتفه ُُّم سياســات الاحتلال، والتحريض على الضحية. ويجعل مــن المجرم بريئًًا، ويحم ِِّل ، كما ذُُكِِر سابقًًا، ويعكس " متلازمة لوم الضحية " الضحية مسؤولية جرائمه بأسلوب ذلك حالة نفســية غير ســوية لدى الاحتلال في التعامل مع الجرائم. وهذا المنطق يجعل جميع المجرمين أبرياء؛ لأن هناك دائمًًا أسبابًًا لارتكاب الجرائم، لكن لا يوجد ا ، سبب واحد يُُبرِِّر قتل الأطفال والنساء وارتكاب كل أشكال الإبادة الجماعية. فمثلًا وبمنطق إســرائيل نفسه، نجد أن الاحتلال وحلفاءه يرفضون اعتبار احتلال فلسطين سببًًا لعملية السابع من أكتوبر، خاصة قتل المدنيين الإسرائيليين، وهذا تناقض صارخ .) 30 في توظيف المبررات( وفي ســياق اســتمرار التهرب من المســؤولية عن قتل المدنيين في غزة، واستخدام والتبرير وتحويل الانتباه، ألقى الســفير الإسرائيلي في الأمم " لوم الضحية " أســاليب المسؤولة " المتحدة، جلعاد أردان، بالمسؤولية على حركة حماس التي تُُعد في نظره تايمز " عن الوضع الإنساني في غزة من دمار وقتل ومجاعة. فقد نشر موقع " الوحيدة على المجلس " ا : ) مقطعًًا من كلمة أردان أمام مجلس الأمن قائلًا 31 ( " أوف إسرائيل أن يدعــو حمــاس إلى وقف إطلاق النار إذا أرادت إنهــاء القتال في غزة. لماذا لا . وأشار أردان " يكون مشروع القرار هذا موجهًًا إلى يحيى السنوار وإسماعيل هنية؟

Made with FlippingBook Online newsletter