العدد 5 – يناير/كانون الثاني 2025

163 |

الخطاب تمامًًا الإشارة إلى رفض الإسرائيليين لكل العروض والمبادرات للانخراط في مســار يؤدي إلى وقف إطلاق النار. إن هذا الخطاب يقوم على افتراض سذاجة المتلقي بســبب الســطحية والابتذال في أســلوبه؛ إذ لم يجد أي صدى في الأمم المتحــدة ومجلس الأمن، إلا أن الصمت تجاهــه من قِِبََل المتلقين يمكن أن يُُعزى إلى التواطؤ مع إسرائيل التي تحظى بغطاء كامل من الولايات المتحدة وبقية حلفائها الغربيين للمجازر في غزة التي تتم أمام العالم. . خطاب الإسقاط النفسي الدفاعي 7 الإســقاط هو شكل من أشــكال الدفاع، يتم من خلاله نقل المشاعر غير المرغوب فيها إلى شخص آخر؛ إذ تظهر بعد ذلك تهديدًًا من العالم الخارجي. يحدث الشكل الشائع من الإسقاط عندما يََتِِّهِِم فرد، مُُهد ِِّدًًا بمشاعره الغاضبة، شخص ًًا آخر بإيواء أفكار عدائية. فهي محاولة للتوصل إلى حلول وســط للصراعات النفســية التي لا يستطيع ). ويُُستخدََم الإسقاط النفسي في الخطاب الإعلامي 33 حلها بإلقائها على الآخرين( الدعائي؛ إذ يسعى المُُخ ََاط ِِب إلى التنص ُُّل من الصفة السلبية ويتهم بها خصمه لشيطنته وتبرئة الذات. ويكون الدافع من وراء ذلك ليس فقط تحريض الناس على الخصم، بل تطهير النفس من الشعور بالإثم والخطيئة. وقد تضمن الخطاب الإعلامي الإســرائيلي أسلوب الإسقاط في مواطن كثيرة، وفي ســياقات متعددة. ففي مفاوضات تبادل الأســرى ووقف إطلاق النار التي بدأت في -وامتدت لعدة شهور وانخرطت فيها الولايات المتحدة 2023 ديسمبر/كانون الأول وإســرائيل من جهة، وحماس من جهة أخرى، بوساطة مصرية قطرية- ألقت وسائل الإعلام الإســرائيلية بالمســؤولية عن تعثرها على حركة حماس أكثر من مرة بسبب تشــدد إســرائيل، رغم أن الحركة وافقت على الصيغة النهائية للاتفاق، في مايو/أيار . وتُُلقي إسرائيل باللوم على حماس في تعثر الصفقة، وتُُردِِّد الولايات المتحدة 2024 الخطاب ذاته على لســان مسؤوليها. فقد حاول الخطاب الإعلامي الإسرائيلي تبرئة الذات الإسرائيلية وشيطنة الذات الفلسطينية، مستخدمًًا أسلوب الإسقاط باتهام الطرف الآخر بالتشدد، وهو في الأصل السلوك الإسرائيلي تجاه المفاوضات وشروط الصفقة. حماس ترفض " ) بعنوان: 34 ( " جيروزاليم بوست " ويظهر ذلك في التقرير الذي نشرته

Made with FlippingBook Online newsletter