العدد 5 – يناير/كانون الثاني 2025

| 166

التطبيع الذي حدث بين الإمارات والبحرين والمغرب من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، يمثِِّل ضمانة للاســتقرار في المنطقة، وتحسين أوضاع الناس. ويرى الباحث فــي هذا الخطاب محاولة للنظر إلى الأحداث بصورة بانورامية تشــمل الصراع بين من جهة أخرى، " المعتدلة " التيارات الإسلامية في العالم العربي وبين الأنظمة العربية . وترى " التطرف " التي يُُنظر إليها على أنها تقف مع الاحتلال في معسكر واحد ضد الربيع العربي، الذي مثََّل إرادة " اختطفت " ميشتالي أن الجماعات الإسلامية المتشددة المواطنين لتحســين أوضاعهم المعيشية، وأن البديل هو التطبيع الذي يُُشك ِِّل تحالفًًا في المنطقة. " المتطرفة " لأنصار السلام والاستقرار والأمن في مواجهة القوى ويمثِِّل مقال ميشتالي نموذجًًا واضحًًا لخطاب الهروب إلى الأمام، والعجز عن حل المشــكلة وتركها عالقة، والانتقال إلى قضية أخرى، وكأن الأمر يتعلق بالتطبيع بين إســرائيل والدول العربية وليس قضية شــعب يعيش تحت نير الاحتلال، الذي يعجز ). وتعتبر ميشتالي أن استمرار الحرب من دون 37 عن تحقيق أهداف حربه على غزة( " المعتدلة " أهــداف واضحــة يجعل الوضع يقترب من مرحلة قد تضطر فيها الأنظمة إلى قطع العلاقات مع إسرائيل لتهدئة المشاعر المحلية واحتواء الغضب الإسلامي. يتصرفون بخفة، ويوازنون بين السماح " شركاء إسرائيل العرب المعتدلين " وترى أن بانتقاد التصرفات الإسرائيلية وإظهار التضامن الداعم للفلسطينيين، في حين يتواصلون حقها الدفاع عن نفسها ضد " أيض ًًا وراء الأبواب المغلقة مع إسرائيل، ويرون أن من تحقيق رؤية شرق " ، ويقاومون الدعوات المطالبة بإنهاء التطبيع. وتعتقد أن " حماس أوســط جديد متكامل يعتمد على التعاون العربي-الإسرائيلي المشترك ضد التطرف . " الإيراني (...) الذي كان ولا يزال يُُغذِِّي المشاعر المؤيدة للفلسطينيين يهدف إلى لفت أنظار الساسة الإسرائيليين إلى أهمية " الهروب إلى الأمام " إن خطاب اتخاذ وجهة مختلفة عن الخيار العســكري مــن خلال توظيف العلاقات مع الدول العربية لحســم المعركــة، دون إخلال بوحدانية الأهداف. ومــن الوضح أن الكاتبة تســجل تقديرها لمواقف الدول العربية المطبِِّعة وتلك التي لها علاقات دبلوماســية مع الاحتلال؛ إذ لم تقطع علاقاتها مع إســرائيل، وحتى لم تلوِِّح بهذا الخيار رغم حجــم الدمــار والقتل الممنهج الــذي يجري في غزة. ولذلــك تراهن على الدور العربي للمشــاركة في وضع تصور لنهاية الحرب، وفي مســتقبل الوضع الفلسطيني

Made with FlippingBook Online newsletter