العدد 5 – يناير/كانون الثاني 2025

167 |

والخريطة السياســية في المنطقة. كما أن هذا الخطاب، رغم اســتناده إلى المنطق مقارنة بخطاب التحريض والكراهية، يمثِِّل محاولة لتقديم صورة طوباوية غير متصلة بالواقــع، ويتجاهل بالكامل اتجاهات الشــعوب العربية نحو حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إســرائيل في غزة. فقد وقعت ميشــتالي في تناقض صارخ؛ إذ تطالب من جهة بالتطبيع مع السعودية، ومن جهة أخرى تُُقِِر بأن الشارع العربي يشهد غليانًًا إلى قطع " المعتدلة " واحتقانًًا ضد المجازر الإسرائيلية في غزة؛ ما قد يدفع الأنظمة العلاقات مع إسرائيل لتهدئة الغضب الذي يجتاح الشعوب العربية والإسلامية. فكيف ا للواقع المتأزم نتيجة الحرب؟! تُُعد هذه الفكرة ضربًًا يمكــن للتطبيــع أن يكون حل ًّا من الوهم، رغم أن هناك جهودًًا أميركية لإبرام صفقة تطبيع بين إسرائيل والسعودية خلال الحرب. ولكن هذه الصفقة قد تضيف المزيد من التأزم في الوضع القائم. . خطاب التشكيك والإنكار 9 تخضع المعلومات التي يبثها الإعلام الإســرائيلي للرأي العام المحلي والرأي العام الدولي بشــأن الحرب على غزة إلى الرقابة العســكرية. لذلك تســتند الإستراتيجية التواصلية لإســرائيل إلى الســيطرة على تلك المعلومات من أجل تماســك الجبهة الداخليــة، والحد من لجوء المتلقي الإســرائيلي إلى مصادر غيــر تلك التي تُُعلنها ا عن دور هذا الخطاب في السعي للهيمنة وتســمح بها السلطات الإســرائيلية، فضلًا على الجمهور على المستوى الدولي. " معادية " من هنا، تلجأ إسرائيل إلى محاصرة المعلومات التي تصدر عن جهات تراها لها من خلال التشكيك في تلك المعلومات، وفي مصادرها، وإنكار المعلومات التي يمكن أن تتسبب لها في الضرر. إن إستراتيجية الإنكار التي تُُبْْنََى على شيطنة الآخر وتجريده من صفاته الإنســانية، ومن ثم تحطيم صورته أمام الجمهور، وتجريده من المصداقية، تهدف إلى تعزيز الرواية الإســرائيلية. إن كل ما يصدر عن هذا الخصم (حماس) هو كََذِِب؛ الأمر الذي يفتح المجال أمام إسرائيل لارتكاب الجرائم بحقه دون إعطائــه الحــق أو الفرصة للدفاع عن نفســه. وقد اســتمر الخطاب الإعلامي الإسرائيلي في التشكيك في إحصائيات الشهداء والدمار في غزة من خلال أسلوب إســناد الإحصائيــات لحركة حماس، أو الجهات التــي تُُتهم بأنها خاضعة لحماس،

Made with FlippingBook Online newsletter