العدد 5 – يناير/كانون الثاني 2025

| 168

مثــل حكومــة غزة، أو وزارة الصحة في القطاع. ولأن الدول الغربية تُُصنِِّف حماس ، فلــن تكون مصدرًًا موثوقًًا للمعلومات وفق المنظور الإســرائيلي " إرهابية " حركــة ) خبرًًا عن عدد 38 ( " تايمز أوف إســرائيل " والأميركي وحلفائهما. وقد نشــر موقع ، وأن عدد " وزارة الصحة التي تديرهــا حماس " ضحايــا الحرب، مســتخدمًًا عبارة (حتى تاريخ كتابة هذه الدراسة). فالعنوان يتضمن إشارة 23 . 084 القتلى وصل إلى واضحــة إلى عدم موثوقية الأرقام مــن خلال التركيز على أن وزارة الصحة تديرها حركة حماس. واعتبر الموقع أن الوزارة في غزة لا تفرق في إحصائياتها بين المدنيين والمقاتلين، وأنها تشمل كذلك القتلى جرََّاء الصواريخ الطائشة التي أطلقتها الفصائل مسلح فلسطيني، منذ شنََّت 8500 الفلســطينية في غزة، مشيرًًا إلى أن إسرائيل قتلت حربها للإطاحة بحماس، وأن هذه الحرب جاءت ردًًّا على هجوم الحركة في السابع إسرائيلي واحتجز حوالي 1200 من أكتوبر/تشرين الأول، والذي قُُتل خلاله حوالي . ويلاحظ أن الإعلام الإســرائيلي لــم يُُقد ِِّم أي دليل على المعلومات " رهينة " 240 أو عدد القتلى من " الصواريخ الطائشــة " التي وردت في الخبر، ســواء فيما يتعلق بـ المسلحين الفلسطينيين. ويتكرر هذا الخطاب في الإعلام الإسرائيلي من أجل تعظيم إنجازات الاحتلال، والتشــكيك في إحصائيات الفلسطينيين بسبب أن وزارة الصحة تُُدار من قبل حماس من وجهة نظر إسرائيل، مع التسليم التام برواية الاحتلال، بل إن الإعلام الإسرائيلي لا يعترف بإحصائيات الأمم المتحدة التي تطابقت مع إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية التي نشرت أعداد الضحايا، مشفوعة بالتفاصيل والأدلة. إن فكــرة الإنــكار تنبع من الرغبة في الاســتفراد بالروايــة، والعمل على تحييد كل العوامــل المؤثرة في الرأي العام المحلــي والدولي وعزله عن الصورة التي يُُقد ِِّمها الطرف الآخر. وهذا يمهد لقبول الجمهور لرواية الطرف الذي يمارس عملية الإنكار. خاتمة بـًا نمطيًًّا تقليديًًّا يســعى للجمع بين � إن الخطــاب الإعلامي الإســرائيلي بات خطا خصائص واضحة ومحددة. ويُُخفي الخطاب الدوافع الحقيقية للسياســة الإسرائيلية، فيمــا تفضح العبــارات والمواقف تلــك الدوافع. فمن ناحية، يســتخدم الاحتلال الخطاب التبريري بشكل أساسي، وذلك لإعطاء شرعية لسياساته وجرائمه في قطاع

Made with FlippingBook Online newsletter