العدد 5 – يناير/كانون الثاني 2025

| 180

ومنصــات التعبير عن الرأي في البيئــة الرقمية، تجمعهم وتربطهم مصلحة أو قضية مشتركة إزاء موقف من المواقف أو مسألة من المسائل العامة التي تُُثير اهتمامهم أو تتعلق بمصالحهم المشتركة. ، فهل " موت الرأي العام " وإزاء الطرح أعلاه، يتبنََّى بعض الباحثين فكرة أو أطروحة لا يزال الحديث عن الرأي العام ممكًنًا اليوم أم أن فرضية موت الرأي العام علمية وواقعية؟ وهل الرأي العام مجموع الآراء الفردية أم حاصل ضربها؟ وإذا كان كذلك فكيــف يمكــن تحديد الرأي العام؟ وما مقومات تكوينه؟ وما التكوينات الاجتماعية والتاريخية التي يجد فيها شكل من أشكال الرأي العام تعبيرًًا عن ذاته؟ وهل يختلف الرأي العام في المنطقة العربية بحسب مقوماته ومحدداته أم أن فرضية موت الرأي العــام واقعيــة؟ بمعنى هل يُُؤثر اختلاف الأنظمة السياســية بالمنطقة العربية في نوع ونظام الرأي العام بهذا البلد أو ذاك؟ وما مدى فاعلية الرأي العام في صنع السياسة العامــة فــي الدولة؟ وكيف يُُؤثر فيها؟ وما أهم المعوقــات التي تحد من تأثيره في ممارسة دوره بالشكل المطلوب؟ ا استهفاميًًّا للدراسة يحاول الباحث من خلاله تحليل فاعلية تُُمثِِّل هذه الأســئلة حقلًا الرأي العام في صناعة السياسة العامة في البيئة الرقمية وعصر ما بعد الحقيقة، انطلاقًًا من حالتي الحراك الجزائري واللبناني. أهمية الدراسة تكمن أهمية الدراســة في الجدل الذي ظل يُُثار حول ظاهرة الرأي العام من حيث المفهــوم ومقومــات ومتغيرات التكوين، وطرق وآليات القياس والاســتطلاع. وقد صاحب هذا الجدل ظهور المصطلح، واستمر في ظل ما استجد من تقنيات تكنولوجية واتصالية، وما أفرزته هذه التقانة من أساليب مغايرة في الاتصال والتواصل. ويستدعي هذا الأمر متابعة تحليل الظاهرة والوقوف على التحولات المصاحبة لها، خاصة أن البيئة الرقمية صار لها دور أكثر أهمية في عالم اليوم؛ إذ أضحت تقنياتها تُُمثِِّل أهم الروابــط بين المجتمعات. كما قامت بإعادة تشــكيل وإحــداث تغييرات جذرية في ا عن آليات تزييف الكثيــر مــن المفاهيم ذات الصلة بحقل التواصل والاتصال، فضلًا الحقائق المصاحبة لهذه التقنيات والتي أســهمت في تشــكيل بعض الآراء في عصر ما بعد الحقيقة.

Made with FlippingBook Online newsletter