| 194
- إثارة الغرائز في وســائل التواصل الاجتماعي، وهي من أكثر الأســاليب وضوح ًًا لدى المتلقي. - اســتخدام الاقتباســات والاستشهادات، ســواء كانت كلامًًا أو مقاطع فيديوهات، لتأكيد ما يُُنشر والتلاعب بها وإظهار صور مفبركة. - تسريب بعض الأخبار على شكل بالونات اختبار لمعرفة ردود الفعل. لقد قاد التطور التكنولوجي في البيئة الرقمية إلى تغيير نمط وأساليب تكوين وبلورة وتحريك الرأي العام، ومن ثم الســيطرة عليه من خلال إعادة إنتاج وتوزيع محتوى مكونات الوعي الثقافي، والذي بات يُُنْْقََل من الجميع إلى الجميع، دون واســطة أو ســيطرة، وهو ما حو ََّل الانتباه باتجاه الحوامل الجديدة والمحتوى نفســه الذي تزداد ا، ليس فقط في إبراز التََّمثُُّلات والرؤى أهميته بين الفاعلين، أفرادًًا ومؤسسات ودولًا حــول القضايا والأحداث الجارية، وإنما فــي الصراع الرمزي والقيمي بين مختلف القوى عبر حروب إعلامية تُُسْْتََخ ْْدََم فيها جميع الوسائل المشروعة وغير المشروعة، ا واسعًًا لانتشار السرديات وتُُس ْْتََثْْمََر فيها أيض ًًا خصوصية البيئة الرقمية التي تُُؤََمِِّن مجالًا .) 27 البديلة في زمن اتصالي أفقي( . جدلية موت الرأي العام في البيئة الرقمية وعصر ما بعد الحقيقة 4 شـِير إليه في مقدمة �ُُ ، والذي أ " الرأي العام غير موجود " في مقاله المنشــور بعنوان ا للقياس، الدراســة، يتحدى بورديو الفكرة التي تعتبر الرأي العام كيانًًا موحدًًا وقابلًا ويزعم أن اســتطلاعات الرأي، التي غالبًًا ما تُُســتخدم لقياس المشــاعر العامة، تُُعد معيبة بشــكل أساســي. ويركز نقد بورديو الرئيسي على الافتراضات التي تقوم عليها استطلاعات الرأي، ويقول: إن استطلاعات الرأي تفترض أن كل شخص لديه رأي في كل قضية، وجميع الآراء متســاوية، وهناك إجماع على الأســئلة المهمة. ويؤكد أن هــذه الافتراضــات خاطئة؛ إذ لا يتــم إعلام الجميع بكل قضية، وقد يكون لدى الأشخاص المطلعين مستويات مختلفة من الفهم. كما أن إنشاء الآراء لا يكون على قدم المساواة؛ إذ إن بعضها أكثر استنارة أو تأثيرًًا من الآخرين. وأخيرًًا لا يوجد في كثير من الأحيان إجماع حول القضايا التي تستحق الاهتمام، وقد تعكس استطلاعات الرأي مصالح أولئك الذين يُُنشِِئونها وليس عامة الناس بشكل عام. ويخلص بورديو
Made with FlippingBook Online newsletter