195 |
إلــى أن الرأي العام كما تُُقد ِِّمه اســتطلاعات الرأي هــو مفهوم مصطنع يُُخفي تنوع وتعقيد الآراء الفردية. وهو يدعو إلى فهم أكثر دقة للمشاعر العامة يأخذ في الاعتبار العوامل الاجتماعية والسياســية التي تُُشــك ِِّل وجهات النظر الفردية. هذا الطرح يؤيد موت " قابليــة عــدم وجود الرأي العام، ومن ثم يمكن توظيفه بشــكل يدعم فرضية وفقًًا لبورديو (الرأي العام غير موجود). " الرأي العام سـًا من آليات القياس وليس � تنبع أسا " موت الرأي العام " ويرى الباحث أن فرضية من عدم وجوده، فاليوم إذا أجريت اســتطلاعًًا للرأي العام حول اســتطلاعات الرأي فمــن المحتمــل أن تُُقد ِِّم الأغلبية وجهات نظر غير دقيقــة حول القائمين على هذه الاســتطلاعات والآليات التي يتم توظيفهــا لإنجازها. وقد تواجه ببعض الصعوبات المتعلقة بعدم تعاون العديد من المشــاركين المحتملين في الاســتطلاع وذلك عبر إغلاق هواتفهم أو تجاهل الاستبيان الإلكتروني وعدم الاستجابة والتفاعل معه، ولكن إذا قمت بسؤال السياسيين وقادة الأعمال والصحافيين عن ضرورة الاهتمام بأصوات رغم علمهم بعدم دقة الاســتطلاعات " نعم " الناس، فإن إجابتهم وبلا تردد ســتكون وقابلية أن تكون مزورة أو لا تُُعبِِّر عن الحقيقة. إن هذا الفرض ينطوي على العديد من المســائل المتعلقة باســتطلاعات الرأي العام نفسها، وليس موت الرأي العام. فالناس بمختلف أطيافهم، من الناشطين والمواطنين العاديين على حد ســواء، يستشــهدون بانتظام باستطلاعات الرأي، خاصة تلك التي تمس مصالحهم، ولكن يشك الناس بشدة في استطلاعات الرأي، خاصة عندما يتحرك . ونشــير إلى أن بعض الشــكوك تدور حول " الذي لا يرغبون فيه " الرأي في الاتجاه الأساليب التي تُُجرى بها استطلاعات الرأي من خلال إثارة بعض الأسئلة من بينها: هل يطرح الباحثون الأسئلة الصحيحة؟ وهل يتلاعبون بصياغة الأسئلة للحصول على الإجابات التي يرغبون فيها؟ ومن هم الأشخاص الذين تمت مقابلتهم؟ وبعض هذه الشــكوك ينبع من عدم الثقة في الأحزاب السياســية، وشركات التسويق، وشركات الإعلام العملاقة أو المســتفيدين من تضليل الرأي العام، الذين يدفعون ثمن إجراء هذه الاســتطلاعات. إن المثال المشــار إليه يوضح أيض ًًا أن الطريقة التي يطرح بها الباحثون أســئلتهم تُُشك ِِّل أهمية كبرى، ففي بعض الأحيان يُُقد ِِّم المشاركون آراءهم حــول موضوعات لم يُُفك ِِّروا فيها كثيــرًًا ولا يهتمون بها على الإطلاق. وفي بعض
Made with FlippingBook Online newsletter