203 |
" فيســبوك " وكان أكثــر المحتــوى الذي يتفاعل معه المســتخدمون على صفحات ، باعتبارهما المنصتين الأكثر اســتخدامًًا في الحــراك الجزائري، وهي " يوتيــوب " و صفحــات تابعة لبعض قادة الرأي أو بعض الصفحات الجماعية النابعة من مبادرات دي زد " ، وصفحة " تحيا الجزائــر 3 ، 2 ، 1" بعــض الناشــطين علــى غرار صفحــة ، وصفحة " بجاية ســيتي " ، وصفحة " ثورة الشــباب الجزائري " ، وصفحة " ويكيليكس . " مليون ونصف مليون في الشارع، لنستخدم الرمزية " ، وصفحة " لا للعهدة الخامسة " ا لنقل ما كان وقــد تميــز الحراك الجزائري بتوظيف متميز لفيديو البودكاســت، أولًا الإعلام الرســمي يحجبــه بغرض التقليل من زخم الحــراك، وثانيًًا لحماية الفاعلين ضــد أية اعتداءات أو اســتفزازات من طرف الجهات الأمنيــة أو أية جهات أخرى خلال المظاهرات. وهناك نوعان من فيديو البودكاست التي تم توظيفها في الحراك الجزائري، فثمة الفيديوهات العفوية التي كانت تنقل المظاهرات من الشارع، أو تلك التــي تتضمن بعض التعليقات الجدية أو الطريفة المرتبطة بالحراك. وهناك من جهة أخرى الفيديوهات شبه الاحترافية التي كانت تبثها بعض الشخصيات المؤثرة. وكان هذا الصنف الأخير يحظى بشعبية كبيرة بين أوساط الرأي العام الافتراضي حتى قبل بدء الحراك، وكلها فيديوهات كانت تنتقد الوضعين السياسي والاجتماعي اللذين آلت إليهما البلاد في ظل حكم عبد العزيز بوتفليقة، وقد حققت ملايين المشاهدات في .) 36 ساعات وجيزة فقط من تحميلها على يوتيوب أو فيسبوك( ومن خلال تحليل البيئة الرقمية وعلاقتها بصنع السياسة العامة في الحراك الجزائري نخلص إلى الآتي: - شكلت البيئة الرقمية فضاء حرًًّا للتعبير جمع بين الفئات المجتمعية المتنوعة وأتاح ا ، وتم عبرها لهم متنفس ًًا للحديث عن الأحوال السياسية التي عانى منها الشعب طويلًا الكشف عن ملفات الفساد؛ إذ كان موضوع تدهور الحالة المعيشية ومواضيع أخرى محل نقاش الفاعلين بهذه البيئة. - لجــأ الفاعلون في البيئة الرقمية إلى تكوين منصات للنقاش والحوار، وممارســة النشــاط التعبوي السياســي في ظل تجاهل الســلطة إحكام الرقابة على هذه البيئة. وأســهم هؤلاء الفاعلون من خلال اســتغلال أشــكال التفاعل المختلفة التي تتيحها التقنية في توسيع الرؤى وتصحيح المفاهيم السياسية.
Made with FlippingBook Online newsletter