العدد 5 – يناير/كانون الثاني 2025

| 20

الرقمي ومن يؤيدهما. وتوحي هذه السياســات بتكامل أدوات ووسائل الحرب على غزة لتبدو شبكات التواصل الاجتماعي ذراعًًا تواصلية طولى قادرة على توجيه الرأي العام العالمي، وخلق حالة نفسية عامة تدفعه لتقبُُّل الحرب حتى وإِِن اتخذت منحى الإبادة لغزة والشعب الفلسطيني. . تأطير منهجي ونظري 1 إشكالية الدراسة لقد أدت شبكات التواصل الاجتماعي إلى تثوير مفهوم الرأي العام العالمي من خلال الإتاحة لغالبية ســكان العالم فرص التواصل فيما بينهم عبر فضاءات رقمية، بعضها مفتوح وبعضها مغلق، حتى كاد التواصل الاجتماعي، الذي هو من أبرز الخصائص التواصلية للكائن البشــري، يُُكافِِئ التواصل الاجتماعي الرقمي الذي يســتأثر بجل ا ًا ا وتنزيل الوقت المُُســتغرََق في استخدام الشاشــات (قراءة وكتابة ومشاهدة وتحميلًا ومعالجة وتخزينًًا ومسحًًا وتمريرًًا ومشاركة...). انطلاقًًا مما تستطيع شبكات التواصل الاجتماعي أن تفعله تقنيًًّا من أجل التحكم في عرض المحتوى على المســتخدمين، تبرز إشكالية هذا البحث التي تتمثََّل في تطبيق السياسات المتحكمة في تشكيل الرأي العام العالمي حول قضية رئيسية، مثل الحرب الإســرائيلية على قطاع غزة، والتي تجري علــى الأرض وعبر الفضاءات التواصلية الرقمية. ويمكن صياغة هذه الإشــكالية في ســؤال مركزي: كيف تقود السياســات التي تتبعها شــبكات التواصل الاجتماعــي للتحكم في الرأي العالمي إلى إجراءات وممارســات تصل إلى مســتوى الإبادة الرقمية للمحتوى الفلسطيني خلال الحرب الإسرائيلية على غزة؟ ولا تنحصر الإشــكالية في تطبيق السياســات التي قد تؤثر في تشــكيل الرأي العام العالمي، بل تشــمل أيض ًًا الأســاليب التي تعتمدها الشــبكات الاجتماعية في هذا التطبيــق، وهو ما يطرح ســؤال الحريــة والموضوعية والتوازن والعدالة والشــفافية والرحابة التي تســمح للكل بأن يُُعبِِّر عن رأيه ويُُقد ِِّم رواياته وسردياته دون حجر أو تضييق عليها، مثلما تُُقدِِّم شبكات التواصل الاجتماعي نفسها للمستخدمين. يزداد هذا السؤال إلحاح ًًا عند الحديث عن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي

Made with FlippingBook Online newsletter