21 |
اتخذت طابع الإبادة الجماعية بسبب سياسة القتل الواسع والانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، والتدمير الممنهج لجميع مصادر ، لاسيما في ظل الدعم الغربي 2023 الحياة، منذ الســابع من أكتوبر/تشــرين الأول ا عن الذي تحظى به إســرائيل عســكريًًّا وماليًًّا وسياســيًًّا ودبلوماسيًًّا وإعلاميًًّا، فضلًا الخدمات الاتصالية التي تقوم بها شــبكات التواصــل الاجتماعي لترويج المحتوى الإسرائيلي على حساب المحتوى الفلسطيني الذي تحاول طمسه وتدميره. ولا يتعلق الأمر هنا -منهجيًًّا- بفرضيات وأسئلة تسعى لاستكشاف واقع ممارسات شــبكات التواصل الاجتماعي في خضم الحرب الإســرائيلية علــى غزة، بل يتعلق بتحديد الأســاليب الواضحة والخفية التي اتبعتها هذه الشــبكات في التحكم بالرأي العام العالمي دعمًًا للسرديات الإسرائيلية وسرديات حلفائها، ورصد جهودها في إبراز هذه السياســات وكأنها سياسات عادلة ومتناغمة مع أخلاقيات التواصل الاجتماعي الرقمي. الإستراتيجية المنهجية تجــاوزت شــبكات التواصل الاجتماعي منطــق الهيمنة في تعاملهــا مع المحتوى الفلسطيني، عبر التمييز الرقمي أو الفصل العنصري الرقمي، إلى منطق الإبادة الرقمية. مــن هنــا، تنبع نجاعة التحليل النوعي للنظر في كيفيــة توظيف التكنولوجيا الرقمية ا إلى ما والمغالطــات المنطقية والقانونية من أجل دعم الجانب الإســرائيلي وصولًا للرســائل التواصلية التي ينتجها الجانب " أنســنة الإبادة الجماعية " يمكن تســميته بـ الفلسطيني ومن يناصرونه، سعيًًا لكشف الممارسات الإسرائيلية الممنهجة والمعلنة. يتعزََّز هذا التحليل من خلال الاسترشــاد بتقارير المنظمات الدولية التي تُُعنى بحرية الــرأي والتعبير، وترصد ممارســات شــبكات التواصل الاجتماعي وسياســاتها في التضييق على المحتوى الفلســطيني، والتمييز الرقمــي ضد المؤثرين الذين ينتقدون الرواية الإســرائيلية، ومنع هذا المحتوى من الوصول إلى المســتخدمين على نطاق عالمي للحيلولة دون تشــكيل رأي عام دولي مُُؤيِِّد للفلســطينيين ومُُند ِِّد بممارسات الاحتلال الإسرائيلي.
Made with FlippingBook Online newsletter